من الأمور الطريفة و المعتادة في عالم الجريمة (المخدرات خصوصا) أنه حين تحاصر الشرطة المتهم فإنه يقوم بابتلاع جسم الجريمة (المخدر الملفوف في ورقة) – بهذا ينجو من الدليل الرئيسي على التلبس.
ألا
يذكرنا هذا بما يفعله المؤمنون "المودرن" حين يقومون بتغيير دينهم بخفة يد
و التلاعب بالنصوص و المنطق و التاريخ ، للتملص من جرائمه؟؟؟
لا
مشكلة عندي طبعا مع محاولات "إصلاح الدين"، و تطويره ليناسب العصر، و لكن
المشكلة هي مع التدليس و تحريف النصوص، الذي يقوم به المؤمنون "المعتدلون"
أصحاب التفسيرات الجديدة (كالقرآنيين و غيرهم)
ليس بهدف الإصلاح بقدر ما هو بهدف محاولة تبرئة الدين من مصائبه بأثر رجعي،
على طريقة : "لا لا أنتم لم تفهموا الدين، و القدماء لم يفهموا الدين، و الفقهاء
و المفسرون لم يفهموا الدين..إلخ، فالله أنزل كلاما غير قابل للفهم و انتظر قرونا طويلة
حتى آتي أنا لأفسر كلامه!".
المسلمون
لأكثر من ألف سنة طبقوا الغزوات و الحروب و
توسعوا في دولهم شرقا و غربا، و هم مارسوا الرق و تاجروا في العبيد و استمتعوا بالجواري،
و ذبحوا المرتد و رجموا الزناة و أخذوا الجزية من المسيحي و اليهودي و قمعوا النساء
و الأقليات باسم القرآن و السنة ؛ ثم حين انقلبت الطاولة و لم يعد لهم قوة على الأرض
، إذا بهم (أو ببعضهم على الأقل) يسارعون بابتلاع جسم الجريمة فورا حتى لا يتم إمساكهم
بها: فجأة اكتشف البعض أن القرآن و السنة لا يحتويان على تلك المصائب!.. فجأة اكتشفوا
أن الإسلام ليس فيه حد ردة أو زواج أطفال أو ضرب زوجات أو ملك يمين..إلخ، !
أين
الجريمة؟ اختفت كالسحر! لا جريمة! نحن أبرياء أطهار و ما حدث هو مجرد سوء فهم بسيط؛
و الأن فلننسى ما فات و لنبدأ صفحة جديدة.
و
الذي يستفز البعض أن الأمر لا يطرح على سبيل الإعتذار عن جرائم الماضي المرتبطة بدينه
الذي يدافع عنه، بقدر ما هو محاولة صفيقة لإنكارها و التملص منها.
و
لكن المشكلة أن ما فات تظل له ذيول تخرب حاضرنا؛ و دون حسم جذر المشكلة لن يكون هناك
مستقبل.
مرة
أخرى: من الرائع إصلاح الفكر الديني؛ و من المؤكد أن المسلم المعتدل خير و أحب إلى
العقل من المسلم الداعشي مثلا ، و لكن المطلوب فقط أن يتم ذلك بقدر أكبر من الصراحة
و الجرأة و شجاعة الإعتراف ، و بقدر أقل من التدليس و المراوغة و الإنكار المعاند-
فهل هذا صعب؟
بمعنى
آخر: عزيزي المسلم المعتدل المعاصر؛ أرجوك أن لا تبتلع لفافة الجريمة و تنكرها ، و
لكن اعترف بها و تحمل النتيجة و اعزم على التغيير
– فهذه هي الوسيلة للإصلاح الحقيقي.
ما هذا التناقض الكاتب يدعو المسلم المعتدل الى التعقل والاعتراف بخطأه رغم الحاد الكاتب
ردحذفما هذا التناقض الكاتب يدعو المسلم المعتدل الى التعقل والاعتراف بخطأه رغم الحاد الكاتب
ردحذف