الجمعة، 2 يناير 2015

فرعون و إله موسى المجنون





في التوراة يأمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون ليطالبه بإطلاق شعب إسرائيل، لكنه يؤكد أنه سيجمد قلب فرعون حتى لا يستجيب
!

(و قال الرب لموسى عندما تذهب لترجع إلى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون. و لكني اشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب) خروج 4-21

و في مناسبة أخرى يؤكد على القرار : أنه سوف يقسي قلب فرعون فيمنعه من الإستجابة

(أنت تتكلم بكل ما آمرك.وهرون أخوك يكلم فرعون ليطلق بني إسرائيل من أرضه. و لكني اقسي قلب فرعون و أكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر. و لا يسمع لكما فرعون) خروج 7-2،4

ثم بعد المواجهة، و حين حدثت موقعة العصي السحرية إياها، استمر فرعون في المعاندة! مما أدهش الله كثيرا على ما يبدو.

 (طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم. فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب - ثم قال الرب لموسى قلب فرعون غليظ.قد أبى ان يطلق الشعب)  خروج 7-12

و حين قام موسى بتحويل النيل إلى دماء، فماتت الأسماك و لم يتمكن الناس من الشرب، استمر فرعون - هذا الوغد قاسي القلب- في الرفض!

(وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم.فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب) خروج 7-22

ثم تم إطلاق الضفادع على أرض مصر حتى غطتها، و لكن..

(فلما رأى فرعون انه قد حصل الفرج اغلظ قلبه ولم يسمع لهما كما تكلم الرب) خروج 8-15

بعدها جعل الله البعوض ينطلق ليحول حياة المصريين إلى جحيم لم يتمكن العرافون و السحرة من دفعه،

(فقال العرافون لفرعون هذا اصبع الله.ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب) خروج 8-19

ثم جاء دور الذبان (القمل؟) و لم تختلف النتيجة كثيرا..

(ولكن اغلظ فرعون قلبه هذه المرة ايضا فلم يطلق الشعب) خروج 8-32

و حين قرر الله إهلاك مواشي و بهائم و حمير و خيول و جمال المصريين، ظل قلب فرعون قاسيا،

(فماتت جميع مواشي المصريين.واما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد-  و أرسل فرعون و إذا مواشي إسرائيل لم يمت منها ولا واحد. ولكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب) خروج 9-6،7

بعدها ابتلاهم الإله الحكيم جدا بدمامل و بثور بإحدي يديه ، و باليد الأخرى شدد قلب فرعون كما وعد موسى، حتى لا يستجيب لطلبه.

(ولم يستطع العرافون أن يقفوا أمام موسى من أجل الدمامل.لان الدمامل كانت في العرافين وفي كل المصريين. ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى) خروج 9-11،12

ثم يقوم الله بإرسال موسى مرة أخرى إلى هذا المعاند فرعون يكلمه و يحذره و يتوعده ، لعله يعود عن قسوة قلبه الغريبة هذه!

(ثم قال الرب لموسى بكر في الصباح وقف أمام فرعون وقل له هكذا يقول الرب إله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني.  لأني هذه المرة أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك وعلى عبيدك وشعبك لكي تعرف أن ليس مثلي في كل الأرض فإنه الآن لو كنت أمد يدي وأضربك وشعبك بالوباء لكنت تباد من الارض. ولكن لأجل هذا أقمتك لكي أريك قوتي ولكي يخبر بإسمي في كل الأرض. أنت معاند بعد لشعبي حتى لا تطلقه.) خروج 9-13،17

هنا بدا أنه لا مفر أمام هذا العناد سوى العودة إلى المزيد من الكوارث الإلهية، فأرسل الله بردا و نارا (ثلوج و صواعق؟) تضرب أرض مصر كلها، بناسها و حيواناتها و شجرها ؛ لكن العجيب أن كل هذا لم يحرك قلب فرعون، تصوروا؟!

(ولكن فرعون لما رأى أن المطر والبرد والرعود انقطعت عاد يخطئ و أغلظ قلبه هو وعبيده.  فاشتد قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل كما تكلم الرب عن يد موسى) خروج 9-34

و يستمر الله مؤكدا أن خطته العظيمة تسير على ما يرام :
(ثم قال الرب لموسى ادخل إلى فرعون.فإني أغلظت قلبه وقلوب عبيده لكي أصنع آياتي هذه بينهم) خروج 10-2

بعدها جاء دور الجراد، حيث أرسل الله تلك الحشرات على أرض مصر؛ و لكن هيهات

 (ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل) خروج 10-20

ثم الظلام؛ مد موسى يده نحو السماء فساد الظلام لمدة ثلاثة أيام على أرض مصر (فيما بيوت بني إسرائيل طبعا) ، و لكن كما نتوقع :

(ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يشأ أن يطلقهم) خروج 10-27

هنا جاءت الضربة الأقوى: سيشرف الله بنفسه على قتل كل طفل بكر من أبناء المصريين، بما في ذلك أبكار البهائم (التي بالمناسبة ماتت حتى الآن ثلاث أو أربع مرات من قبل).

(وقال موسى هكذا يقول الرب أني نحو نصف الليل أخرج في وسط مصر. فيموت كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الجارية التي خلف الرحى وكل بكر بهيمة. ويكون صراخ عظيم في كل أرض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله ايضا. ولكن جميع بني إسرائيل لا يسنن كلب لسانه إليهم لا إلى الناس ولا إلى البهائم. لكي تعلموا أن الرب يميز بين المصريين واسرائيل.) خروج 11-4،7

و النتيجة؟
(وكان موسى وهرون يفعلان كل هذه العجائب أمام فرعون.ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل من أرضه)  خروج 11-10

نفقز قليلا في الأحداث لنرى بني إسرائيل- أخيرا- قد تم السماح لهم بالخروج من مصر؛ و لكن يبدو أن حكمة الله العليا مازال لديها المزيد لتفعله مع قلب فرعون:

(وكلم الرب موسى قائلا. كلم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون. مقابله تنزلون عند البحر.  فيقول فرعون عن بني إسرائيل هم مرتبكون في الأرض.قد استغلق عليهم القفر. واشدد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم. فاتمجد بفرعون وبجميع جيشه.ويعرف المصريون أني أنا الرب. ففعلوا هكذا) خروج 14-1،4

(فلما أخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب تغير قلب فرعون وعبيده على الشعب.) خروج 14-5

(وشدد الرب قلب فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بني إسرائيل) خروج 14-8

و بقية القصة معروفة: تم إغراق فرعون جزاءا له على عناده القاسي غير المبرر هذا!

هناك تعليق واحد: