الجمعة، 2 يناير 2015

فكر أم انحياز للقطيع؟





الدين – في أحد أهم أشكاله- هو انتماء لجماعة.. المؤمن لم يصل إلى معتقداته الدينية بالعقل أو المنطق أو العلم التجريبي، و إنما ورثها و رضعها مع رضاعته للبن أمه – تلك المعتقدات موجودة لدى أهله و أقرباؤه و مجتمعه الخاص، هي معتقدات جماعته.
و من المعروف أن الإنتماء هو جزء من ثقافة القطيع الموجودة حتى عند الحيوانات، و لها فوائد تطورية معروفة- فأنا في جماعتي أكون أكثر أمانا و أقدر على البقاء.
بالتالي فالإنتماء لا يعرف الحياد أو الإنصاف- فالمنتمي بالتعريف منحاز لجماعته و كل ما يخصها، و ضد الجماعات المنافسة و ما يخصها.. ذلك الإنحياز لا علاقة له بالدليل أو الحجة أو حتى الواقع، فكل هذه أمور تأتي لاحقا، و يتم التلاعب بها فقط لخدمة الإنتماء المنحاز مسبقا.
المؤمن غالبا يدافع عن دينه لأنه جزء منه و من جماعته، و يتعصب ضد الآخرين لأنهم ببساطة آخرين.. و كل حجة تبدو و كأنها تتمسح بالمنطق أو العلمية هي في الحقيقة مجرد ستار من العقلانية المزيفة يخفي به المؤمن أكثر الغرائز بساطة و بدائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق