الدين – في أحد أهم أشكاله- هو انتماء لجماعة.. المؤمن لم يصل إلى معتقداته الدينية بالعقل أو المنطق أو العلم التجريبي، و إنما ورثها و رضعها مع رضاعته للبن أمه – تلك المعتقدات موجودة لدى أهله و أقرباؤه و مجتمعه الخاص، هي معتقدات جماعته.
و من المعروف أن الإنتماء هو جزء من ثقافة
القطيع الموجودة حتى عند الحيوانات، و لها فوائد تطورية معروفة- فأنا في جماعتي
أكون أكثر أمانا و أقدر على البقاء.
بالتالي فالإنتماء لا يعرف الحياد أو
الإنصاف- فالمنتمي بالتعريف منحاز لجماعته و كل ما يخصها، و ضد الجماعات المنافسة
و ما يخصها.. ذلك الإنحياز لا علاقة له بالدليل أو الحجة أو حتى الواقع، فكل هذه
أمور تأتي لاحقا، و يتم التلاعب بها فقط لخدمة الإنتماء المنحاز مسبقا.
المؤمن غالبا يدافع عن دينه لأنه جزء منه و
من جماعته، و يتعصب ضد الآخرين لأنهم ببساطة آخرين.. و كل حجة تبدو و كأنها تتمسح
بالمنطق أو العلمية هي في الحقيقة مجرد ستار من العقلانية المزيفة يخفي به المؤمن
أكثر الغرائز بساطة و بدائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق