السبت، 1 يونيو 2019

لافتة الإيمان




الطبيعي أننا نؤمن بالمعنى أولا، ثم نختار له الكلمات المناسبة،


فاللافتة لا تصنع المكتوب عليها، وإنما هي فقط تعبر عنه، فهي لاحقة له،

ولكن من عجائب الدين أن المؤمن يصدق النص أولا بكل جمود، حتى لو لم يفهم معانيه،

ثم قد يكون لديه استعداد مرن جدا لأن تتغير تلك المعاني، أو حتى تقلب رأسا على عقب بإعادة تأويلها،

فالمسلم مثلا يصدق بأن القرآن حق، هذه لا تقبل الجدل،

ولكن ماذا يقول القرآن أصلا؟ هذه فيها نظر،

فليس لديه مانعا أن يعيد تأويل الآيات، للتصالح مع العلم الحديث أو مع قيم الإنسانية،

فقد يقتنع أن "اقتلوا المشركين" تعني دافعوا عن أنفسكم، أو أن "ملك اليمين" تعني الخطيبة، أو أن "اضربوهن" تعني دغدغوهن،

كذلك المسيحي سيدافع عن قداسة نصوصه وأنها من الله،

ولكن قد لا يكون لديه مانعا أن يعترف بأن بعض تلك النصوص قد انتهى زمانها،
أو أن بعض القصص رمزية لم تحدث أبدا،

وكأن الإلهي عندهم هنا هو اللفظ نفسه، وأما المعاني فلتذهب إلى الجحيم،

اللفظ ثابت، وأما المعاني فمتغيرة حيث يمكننا إلصاق ما نشاء بالنصوص،

وكأنه يؤمن باللافتة نفسها، وليس بالمحتوى المكتوب عليها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق