السبت، 1 يونيو 2019

الموت هو النهاية



يشير عالم الفيزياء شين كارول إلى أن قوانين الفيزياء التي تسير عالمنا اليومي مفهومة بالكامل، ولكي تكون هناك حياة أخرى، يجب أن يكون الوعي مستقلا بالكامل عن جسدنا المادي، وهو ليس كذلك..

بالأحرى، الوعي أساسا هو مجموعة جزيئات تمنحنا العقل.. والمزاعم أن الوعي يستمر بعد انحلال الجسد إلى جزيئاته الأوليه، يقابلها عائق هائل: أن قوانين الفيزياء التي تدير حياتنا اليومية صارت مفهومة بالكامل، ولا يوجد أي طريقة لتلك القوانين أن تسمح للمعلومات المخزنة في أذهاننا أن تستمر بعد أن نموت..

ويستند د.كارول إلى نظرية الحقول الكمية، والتي تنص على وجود مجال واحد لكل نوع من الجزيئات، فمثلا جميع الفوتونات في الكون توجد بمستوى واحد، وجميع الإلكترونات أيضا لها حقلها الخاص، وكذلك الحال مع سائر الجزيئات.. يشرح كارول أنه إن كانت الحياة تستمر بشكل ما بعد الموت، فكان يتوقع أن اختبارات الحقل الكمي تكشف لنا "جزيئات روحية" أو "قوى روحية"، وهو ما لم يحدث..

يكتب كارول في مجلة ساينتيفيك أميريكان: إذا لم يكن هناك سوى الجزيئات والقوى المعروفة، فمن الواضح أنه لا توجد طريقة لوجود حياة بعد الموت..

والإيمان بوجود حياة بعد الموت، يفترض - على أقل تقدير- وجود فيزياء جديدة تتجاوز المعروف، ثم - الأهم - يجب أن يكون هناك طريقة لهذه الفيزياء الجديدة لكي تتفاعل مع جزيئات أجسادنا المعروفة.. ولكن طبقا لنظرية الحقل الكمي، فلا يمكن وجود "جزيئات وقوى روحية" تتفاعل مع جزيئاتنا المعروفة، لأنه في تلك الحالة كان سيتم رصدها في التجارب الحالية..

ويقول كارول: لا يوجد سبب لنكون لاأدريين بشأن أفكار تتناقض كلية مع كل ما نعرفه عن العلوم الحديثة.. وحين نبدأ في مواجهة الحقائق بتلك القضية، سنتمكن من الإهتمام بأسئلة أكثر تشويقا عن كيفية عمل البشر والوعي..
----------------

لا أفهم إصرار البعض أن "ما بعد الموت" هو مجال غامض لا يمكن معرفته، لأنه لم يمت أحد من قبل ويرجع، وكأن العلم يعتمد فقط على التجارب الشخصية!، وبالتالي لابد أن نظل على الحياد تجاه الأفكار الدينية التي تزعم وجود عوالم ما بعد الموت، منها معتقلات نارية أو حدائق أشبه بديزني لاند..

ببساطة علميا فإن الوعي ينتج عن عمل المخ، والذي هو كتلة خلايا حية، ومع تحلل مخ ليس هناك طريقة لاستمرار الوعي والتفكير والذاكرة والمشاعر.. فمصيرنا بعد الموت هو نفسه مصيرنا قبل الولادة، حيث لم يكن هناك مخ يعي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق