السبت، 1 يونيو 2019

أسأل لتجهل



أسئلة المؤمنين بحد ذاتها نظريا قد تكون جميلة، ولكن الغرض ورائها هو ما يجعلها قبيحة وسخيفة وغير نافعة لنقاش..

من الرائع التساؤل حول الوجود وأصل الأشياء، ولكن من العار أن تطرح تلك الأسئلة بغرض واحد هو تمرير الخرافات..

ففي تلك الحالة لا يكون الهدف هو الفضول العلمي، كما يجب أن يكون الحال، وإنما الهدف هو التشكيك في العلم كله، على اعتبار أنه لم يقدم أجوبة كاملة، وبالتالي لا يصبح هناك بديل سوى إجابات رعاة الغنم من العصر البرونزي..

والمشكلة في ذلك؟ أنه يجعل الهدف الحقيقي لأسئلة المؤمن هو الحفاظ على الجهل، لأن الجهل - بنظر المؤمن - هو مفتاح الدين.. والله ليس سوى شبح يعيش في مجاهل الخوف والظلام الإنساني، خلقناه لأننا عجزنا عن فهم النشأة والأصل، وبالتالي فالخطر الأكبر على الله اليوم هو نور العلم وزيادة القدرات البشرية..

هذا التصور يجعل المؤمن - الغيور على دينه- عدوا للعلم وعدوا للمنطق، لأنه لا يرى دليلا على صحة دينه إلا عجز الخصوم عن تقديم أجوبة كاملة.. فسيظل كارها لكل إجابة يقدمها العلم، لأنها تخصم من دينه الذي بناه على أسئلة لا يعرف إجاباتها..

ولن تكسر تلك الدائرة الغبية إلا حين يفهم المؤمن أن عدم وجود جواب، أو وجود جواب ناقص، لا يعني أن نقبل أجوبة خرافية أو مفتقرة إلى الدليل..

بالطبع العلم محدود، ولكن هذا لا يعني أن نستبدل به جهلا غير محدود..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق