السبت، 1 يونيو 2019

السحر الفاشل



تخيل أن أزورك ذات صباح، فأمنحك هدية لا تقدر بثمن: مصباحا نحاسيا!

لا، هو ليس مصباحا عاديا، وإنما هو مصباح علاء الدين السحري بنفسه، والذي - صدق أو لا تصدق- هو قادر على تحقيق جميع أمنياتك، مهما كانت، وكل ما عليك فعله هو قولها بصوت عالي، فينفذها!

لقد انبهرت كما أتوقع، واو، تقول لي: هيا لنجرب بسرعة : أيها المصباح أحضر لي فنجانا من القهوة..

ننتظر قليلا، لا يحدث شيء..

أقول لك: أوكي لابد أن تقوم أنت فتحضر القهوة بنفسك..

تسألني: فما دور المصباح إذن؟!

أجيبك: يا أخي، المصباح العظيم القادر على كل شيء لا يقوم بتلك الأعمال التافهة..

احتفظ به للأمنيات الكبيرة..

تفكر: همممم، حسن، أيها المصباح أحضر لي مليون دولار حالا..

أعترض عليك: لحظة، هل تظن أن الأمور تسير بتلك الطريقة؟!

تسأل: ماذا تقصد؟!

أجيبك: بالطبع المصباح قادر على منحك ما تريد، ولكن

يالك من كسول متواكل..هل تظن أن الأمور تسير بهذه الطريقة؟! لا، بل لكي تحصل على المال فعليك أن تعمل وتجتهد وتبتكر وتصبر، لتحقق ما تريد..

تعود لتفكر: حسن، لدي صديق مصاب بمرض خطير، سأطلب من المصباح أن يشفيه..

فأقول لك: نعم، هذه فكرة ممتازة.. ولكن بشرط أن يأخذ بالأسباب ويذهب إلى الطبيب، وفي تلك الحالة فهناك احتمال أن يشفى أو  لا يشفى..


هنا من يلومك لو أنك أطلقت اللعنات في وجهي؟ ، تبا، فما فائدة مصباحك السحري إذن؟!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق