الجمعة، 1 فبراير 2019

إباحة الزنا في الإسلام



لو كنت تعتقد أن الإسلام يحرم الزنا، فعليك أن تراجع معلوماتك.

بالطبع هناك نصوص قرآنية ونبوية صريحة في تحريم ما يسمونه الزنا، ولكن ما هو تعريف الزنا المحرم؟ هل معنى الزنا عند النبي والصحابة والخلفاء والفقهاء هو نفسه معنى الزنا الدارج عند المسلمين اليوم؟ وهل الكل محرم، أم أن التلاعب بالمعاني يجعل الإسلام يسمح بالزنا بل والدعارة، أحيانا تحت مسمى زواج؟

لنأخذ ثلاثة أشكال من النكاح في الإسلام:

١- نكاح المتعة..
هو علاقة جنسية بين رجل وامرأة، في مقابل مال يدفعه الرجل، وتستمر العلاقة فترة مؤقتة تقصر أو تطول.

البعض يرى أن المتعة وردت في القرآن في قوله (فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)النساء 24؛ وفي تفسير الطبري (أن ابن عباس قرأ: "فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إلى أجل مسمَّى")،
ويروى عن النبي أنه قال ("اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذِهِ النَّساء")، و الحديث موجود في "صحيح ابن حبان" 4147 .

و في الصحيحين نجد القصة بتفصيل أكبر، فمن "صحيح مسلم" 1405 نقرأ (خرج علينا مُنادي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أذِن لكم أن تستَمْتِعوا . يعني مُتعةَ النِّساءِ).

و من "صحيح البخاري" 5117 نجد الكارثة أوضح، حيث يحكي أحد الصحابة (كنا في جيشٍ ، فأتانَا رسولُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : إنه قد أُذِنَ لكم أَنْ تَسْتَمْتِعُوا ، فاستمتعوا . وقال ابْنُ أبي ذِئْبٍ : حدَّثنِي إياسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأكوعِ ، عن أبيه ، عن رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : أُّيمَا رجلٍ وامرأةٍ توافقَا، فعشرةُ ما بينَهما ثلاثُ ليالٍ ، فإِنْ أَحَبَّا أَنْ يَتَزَايَدا ، أويَتَتَارَكَا تَتَارَكَا).

و نتساءل: ما الفارق الفعلي بين هذا و بين الزنا والدعارة؟
لا شيء، سوى الإسم فقط!
---------------------------------

٢- ملك اليمين..
هو ممارسة الجنس مع أسيرات الحرب والسبايا المأخوذات من أهلهن؛ والمصطلح ورد في القرآن نحو خمسة عشر مرة، وقد فعله النبي والصحابة وخلفاء المسلمين.

نقرأ من "الموسوعة الفقهية الكويتية" 24\56 (يحل للرجل الحر أن يستمتع بجاريته بالوطء ، أو بمقدماته)، كما جاء في "معرفة السنن والآثار" للبهيقي- وطأ السبايا بالملك قبل الخروج 14\436 (يقول الأوزاعي: له أن يطأها وهذا حلال من الله عز وجل بأن المسلمين وطئوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصابوا من السبايا في غزوة بني المصطلق قبل أن يقفلوا (يرجعوا).

والجدير بالذكر أن القرآن يسمح للرجل بممارسة الجنس مع الأسيرة حتى لو كانت متزوجة، والقصة مشهورة نقرأها في عدة مصادر إسلامية.

ننظر في الآية 24 من سورة النساء، لنجد القرآن يتكلم عن النساء المحرم معاشرتهن على المؤمن (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَٰتُكُمْ وَبَنَٰتُكُمْ وَأَخَوَٰتُكُمْ وَعَمَّٰتُكُمْ وَخَالَٰتُكُمْ..إلخ) و يسترسل في ذكر النساء المحرمات حتى يصل إلى فئة المحصنات (المتزوجات)، و يستثني ملك اليمين (..وَٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ).

و المعنى: المرأة المتزوجة حرام معاشرتها، إلا لو كانت جارية أو أسيرة حرب!

نقرأ هذا التفسير من الطبري (ملكُ اليمين: السبايا اللواتي فرّق بينهنّ وبين أزواجهنّ السباء، فحللن لمن صرن له بملك اليمين من غير طلاق كان من زوجها الحربيّ لها) ، (عن ابن عباس، قال: كل ذات زوج إتيانها زنا، إلا ما سَبَيْتَ)، (عن ابن عباس في قوله: "وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلنِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَـٰنُكُمْ" يقول: كل امرأة لها زوج فهي عليك حرام إلا أمة ملكتها ولها زوج بأرض الحرب، فهي لك حلال إذا استبرأتها)،(عن مكحول في قوله: "وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلنِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَـٰنُكُمْ" قال: السبايا)، و يستمر الطبري في نقل العديد من الأقوال التي تؤكد هذا الرأي.

أما سبب نزول الآيات، فهو يؤكد المصيبة أكثر، حيث نزلت بعد غزوة أسر فيها المسلمون بعض النساء، و حين أرادوا اغتصابهن أخبرتهن النساء أنهن متزوجات فتحرج الصحابة من الأمر، فأرسل الله جبريل ليطمئنهم أنه يجوز اغتصاب أولئك النساء المتزوجات!

نعود لنقرأ من تفسير الطبري للآية، حيث ينقل عدة روايات تؤكد الواقعة (أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين سرية، فأصابوا حيًّا من أحياء العرب يوم أوطاس، فهزموهم وأصابوا لهم سبايا، فكان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأثمون من غشيانهن من أجل أزواجهنّ، فأنزل الله تبارك وتعالى: "والمُحْصَناتُ مِنَ النَّساءِ إلاَّ ما مَلَكَتْ أيمَانُكُمْ" منهنّ، فحلال لكم ذلك) ، (لما سبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل أوطاس، قلنا: يا رسول الله، كيف نقع على نساء قد عرفنا أنسابهن وأزواجهنّ؟ قال: فنزلت هذه الآية: "والمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إلاَّ ما مَلَكَتْ أيمَانُكُمْ")، (عن أبي سعيد الخدري، قال: أصبنا نساء من سبي أوطاس لهنّ أزواج، فكرهنا أن نقع عليهنّ ولهن أزواج، فسألنا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت: "وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلنِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَـٰنُكُمْ" فاستحللنا فروجهنّ).

---------------------------------

٣- طالما دفع لها المال فالعلاقة شرعية!

حسب واحد من أهم فقهاء الإسلام- أبو حنيفة- فيمكن للرجل ممارسة الجنس مع أي امرأة دون أن يعتبر ذلك زنا، فقط بشرط أن يدفع لها بعض المال!


من "المحلي" لابن حزم 11\250 و "المغنى" لابن قدامة 10\187 و "حلية العلماء" 8\15 أن أبا حنيفة كان يقول (لو أنّ رجلاً إستأجر غسالة أو خياطة أو خبازة أو غير ذلك من أصحاب الصناعات، ثم وثب عليها فوطئها وحملت منه، يسقط عنه الحد، ويلحق به الولد) – فالأمر لا يعتبر زنا طالما منح الرجل المرأة مالا، و لو كان المال من باب الإستئجار على عمل!

فمن أين جاء أبو حنيفة بهذا الحكم؟ من عمر ابن الخطاب، الذي جاءته امرأة تحكي عن رجل منحها حفنة تمر ثم عاشرها جنسيا، فقرر عمر اعتبار أن تلك الحفنة هي بمثابة مهر، مما يجعل ما حدث زواجا صحيحا لا زنا!

نقرأ في كتاب "المحلي بالآثار" لابن حزم، كتب الحدود، 196 (أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت : يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما لي فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ، ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ، ثم أصابني! فقال عمر : ما قلت؟ فأعادت ، فقال عمر بن الخطاب ويشير بيده : مهر مهر مهر - ثم تركها).

بشرى سارة إذن لكل ذكر مسلم، حيث يمكنه- طبقا لتلك الرواية و ذلك المذهب - أن يمارس الجنس مع أي فتاة بعد أن يدفع لها بعض المال أو حفنات من الحبوب أو الثمار، و حينها سيتم اعتبار الأمر ليس زنا و إنما زواجا شرعيا صحيحا على سنة الله و رسوله وواحد من كبار أئمة مذاهبه (و بعد أن يقوم صاحبنا بذلك عليه أن لا ينسى لعن الغرب الفاجر المنحل الذي يبيح الزنا!).

يكمل ابن حزم في نفس المصدر، تحت عنوان "مسألة المستأجرة للزنى"(!)، ذاكرا قيام الحنفية بإعادة تعريف الزنا طبقا لتلك الرواية، فيقول (قد ذهب إلى هذا أبو حنيفة ولم ير الزنى إلا ما كان مطارفة ، وأما ما كان فيه عطاء أو استئجار فليس زنى ولا حد فيه)؛ و المعنى أن أبو حنيفة عرّف الزنا بأنه الجنس العابر(مطارفة) و دون مقابل، أما لو كان هناك مقابل مادي فلا يعتبر زنا- الله أكبر.

و يعترض ابن حزم على ذلك قائلا - بحق- أن الحنفية علموا الناس (.. وجه الحيلة في الزنى ، وذلك أن يستأجرها بتمرتين وكسرة خبز ليزني بها ثم يزنيان في أمن وذمام من العذاب بالحد الذي افترضه الله تعالى)، و لكن الحقيقة أن الحنفية لم يقولوا بأكثر مما فعله الخليفة وواحد من أهم الصحابة: عمر ابن الخطاب.

دعارة حلال؛ هذا هو التعبير السليم لما نجده بين ثنايا تشريعات هذا الدين الذي يزعم أنه عدو للإنحلال.

هناك 5 تعليقات:

  1. أنا عن نفسى أقبل بكل هذا وأكثر منهم، هذا إن صح تفسيرك بالفعل، لأن من تقول أنهم فعلوا هذا هم من هدموا إمبراطورية الفرس وهزموا الروم وقضوا على عبادة الأوثان وتسيدوا العالم خلال عقود، فإن كان هذا أثر جانبي لتلك الإنجازات العظيمة فمرحباً بهِ إذاً، مع العلم أنك مُخطئ فى كثير من تأويلاتك السابقه وتفهمها بشكل خاطئ كما يبدو لى.

    ردحذف
  2. حسبنا الله ونعم الوكيل

    ردحذف
  3. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته الي كاتب وناشر المقال اخونا الغالي أري ان تفهم ما اشار اليه العالم الامام الجليل ابو حنيفه ابو حنيفه لم يقل انه ليس زنا بل قال وقع حد الزنا وهناك فرق بين الزنا وبين حد الزنا ان يفعل بأمراءه مقابل المال فهو زنا لكن لم يقع حد الزنا اي الرجم وغيره لان يكون هذا احتياج المراءه للمال للمعيشه فلا يقع حد الزنا لكن يقع الزنا الذي هو من الكبائر وشكرا لك

    ردحذف
  4. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كلامك يا هذا باطل ومردود عليك ولا أساس له من الصحة بل افتراء على الله ومحاولة لتشويه هذا الدين الذي أبى الله إلا أن يظهره ولو كره الكارهون.
    1: أما ما قلته عن جواز نكاح المتعة فهو باطل ومردود عليه بنص الآية التي استشهدت بها وبنصوص لآيات عديدة لا يتسع المجال لذكرها. فالأجر يعنى المهر وليس الأجر على المتعة. والعاقل لا يحتاج لسرخ طويل هنا بل يمكنه أن يرجع إلى التفاسير المعتمدة فيجد ما يفند هذا الاقتطاع من السياق.
    أما عبارة " إلى أجل مسمى" فهي تحريف ولا أصل لها في القرآن. والإجماع في عدم اثباتها. وحتى وان فرضنا أن "المجنون" يحتج بها فإنها تعارض جمهور العلماء والأحاديث الصحيحة على أن نكاح المتعة محرم إلى يوم القيامة.
    2: يذهب البعض إلى أن تفسير ملك اليمين هو ما كدّت عليها يمينك بالمال أو أخذها بالقوة والشدة كسبية حرب. {والحقيقة في هذا الأمر أن كلمة "أيمان" (بالهمزة فوق حرف الألف وسكون الياء) وهي نفس الكلمة التي تم استخدامها في تعبير ماملكت أيمانكم" لم تأت في القرآن إلا بمعنى واحد فقط ألا وهو العهد (أو العهود) الذي يأخذه الإنسان على نفسه مع طرف آخر وتشمل القسم وهو عهد مع الله.} واللآيات في ذلك كثيرة منها:
    سورة البقرة 224: "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم"
    سورة البقرة 225: "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم"
    سورة المائدة 89: "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون"

    سورة النحل 94: "ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم"
    سورة التحريم 2: "قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم"
    ومن الواضح في آيات القرآن الكريم أن تعبير "أيمان" و "أيمانكم" جاء أساساً بمعنى العهود والمواثيق أو القسم كما ذكرنا وهو ما يتفق مع مبدأ القرآن أن الزواج ميثاق بين طرفين بل هو ميثاق غليظ كما وصفه الكتاب الحكيم "وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ (أي المهر) وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا " (سورة النساء آية 21).
    ومن هذا المنطلق يتجلى أن الأيمان هي العهود بالزواج. والقرلآن لم يبح قط العلاقة الجسدية مع السبايا والإماء من دون زواج. بل وزيادة على ذلك {ولقد أمر القرآن في عصور الإسلام الأولى أن تأخذ "ماملكت الأيمان" (أي من معهن عهد زواج الشفوي) عقداً "مكتوباً" وليس فقط عهداً شفوياً كما جاء في الآية (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ) وأمر أن تأخذ نصيبها من الميراث المحدد في كتاب الله (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم -أي نصيبها من الميراث وهو يكون للزوجة أوالقرينة- ان الله كان على كل شيء شهيدا) - النساء 33. }
    كما أن "القرآن حرم أي تعامل مع الأسرى إلا من خلال المن عليهم بالحرية أو بتبادل الأسرى وقت الحروب للدفاع عن النفس "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" (سورة محمد آية 4)."

    3: من العيب أن نغالط الناس بجواز الاستمتاع مقابل المال. فالإجماع أن ذلك حرام واللآيات كثيرة وصريحة إلا أن مثلك يترك الأصل ويتشبث بالشبهات والأحاديث الضعيفة والموضوعة وتأويلات الفاسقين. ألا إنكم جميعا لفي ضلال مبين.

    وفي واقع الأمر لا تحتاج مثل هاته الترهات إلى الرد وإنما أردت ألا ينخدع من ليس له دراية بالإسلام بهاته الخزعبلات.

    ردحذف