الجمعة، 1 فبراير 2019

أكاذيب جميلة





- يولد جميع الناس متساوين..
- في النهاية الخير ينتصر على الشر دائما..
- دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة..
- ما ضاع حق وراءه مطالب..
- طالما تمتلك الإصرار فإنك سوف تصل إلى هدفك مهما كان صعبا..
- كل إنسان بداخله طاقة عبقرية خاصة تحتاج إلى الخروج..
- الحب يحتوي الحل لجميع مشكلات الحياة..
- لا يوجد امراة قبيحة..
- جميع الأديان تدعو إلى المحبة والتعايش..

ما الشيء المشترك بين كل تلك العبارات جميعا؟

شيئان: الأول أنها جميلة، تسعد من يسمعها..

والثاني أنها عبارات كاذبة تماما!، فبسهولة يمكننا رؤية أن الناس لا يولدون متساوين، وأن الخير لا ينتصر دائما على الشر، وأن الحب ليس حلا سحريا لكل شيء، وأن هناك نساء قبيحات كما أن هناك رجال قبيحون، وأن أكثر الأديان تدعو إلى الخرافة والجهل والعنصرية والكراهية بين البشر..

ولكن تلك العبارات- وغيرها- يسهل تصديقها لدى الكثيرين، ليس لأنها دقيقة وواقعية، ولكن لأنها جميلة ومن اللطيف أن نكررها حتى نشعر بحال أفضل..

ولا يخدعك النقيض: فهناك أقوال معاكسة للمذكورة تنتشر ويرددها الناس، وهي تتسم بأنها متشاءمة سوداوية، ولكنها تشترك مع الأقوال المذكورة في أنها أيضا تعميمات غير دقيقة وغير صحيحة، وفي أنها مبسطة سهلة، وفي أنها تشعر قائلها بالتميز..

يقال أن عقول البشر ليست مصممة لإدراك الحقائق الموضوعية المركبة، وإنما هي مصممة- أو لنقل متطورة- من أجل هدف واحد رئيسي وهو البقاء، مع تمرير الجينات..

هذا يعني أن النزاهة الفكرية وتقييم الأمور بموضوعية مع تحييد العواطف هي - غالبا- ليست سمة مفيدة للغاية، وإنما الأفيد منها هو تبسيط الأمور والتمركز حول ذواتنا والإنحياز لما يفرحنا والتعصب لجماعاتنا..

ولهذا نجد أن الخرافة تنتشر بسهولة تامة، بينما الحقائق تجد مقاومة عنيفة ، فالحق - كما يقول مارك توين- أن خداع الناس أسهل من إقناعهم بأنهم تم خداعهم، وأن الكذبة تقطع نصف الطريق حول العالم بينما الحقيقة ماتزال ترتدي حذاءها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق