الثلاثاء، 1 يناير 2019

التكوين العبري




"بيريشيت برأ إيلوهيم إت هاشمايم وإت هآرتس"


هذه ليست طلاسم سحرية، وإنما هي الآية الأولى من الأصحاح الأول من الكتاب المقدس اليهودي، التوراة: "في البدء خلق الله السماوات والأرض"


هذه الأيام أتسلى بتعلم الأحرف وبعض الكلمات العبرية، أراجع بها بدايات التوراة، وإليكم بضعة ملحوظات عامة لا أدري إن كانت مفيدة أو مترابطة..

--------------------------------
رغم اختلاف الحروف تماما عن العربية، إلا أن كثير من الكلمات يبدو متشابها، لنأخذ أمثلة من تلك الآية :

لعلك لاحظت أن "برأ" تعني بالعبرية خلق، بنفس المعنى العربي، ومنه اسم الله "البارئ"..


"إلوهيم" هو اسم الله، "اللهم".. الميم بالنهاية للجمع (أو للتعظيم)..


"شمايم" هي السماوات.. الميم للجمع.. وفي الآية يضاف لها هاء التعريف في البداية (مقابل الألف واللام العربية)..


الآن صار بإمكانك أن تخمن معنى "هآرتس"..


تماما: "الأرض".. ومنها اسم الجريدة الإسرائيلية الشهيرة: هآرتس..


وفي الآيات التالية سنكتشف أن البحر هو "يم"، والبر هو "يابشة\يابسة"، كما سنسمع كلمات مثل "يرى" و"يأمر" و"يقرأ" و"يبارك" و"مقوم\مقام" و"يوم" و"ليله" و"زرع" و"فرع" و"عشب" و"كوكب" و"حياة" و"بهيمة" وغير ذلك، بنفس المعاني العربية تقريبا، بالإضافة إلى الأحرف والضمائر مثل "كان" و"به" و"منه" و"به" و"له"..إلخ..


وعلى سبيل المثال يمكنك هنا الإستماع إلى الآية 22، وفيما يلي ترجمة عربية ستجدها قريبة من النطق العبري، فتقريبا جميع الكلمات متشابهة..
 

ويبارك لها إلوهيم آمرا: فرّعوا واربوا واملأوا مياه اليم، والعوف (الطير) يربي الأرض..

--------------------------------

في الآيات التالية يحكي عن بدايات الخلق، ونلاحظ أن كلمة "روح" أو روخ بالعبرية.. هي ذات الكلمة المقابلة للهواء..


وهو ما نجده في العبرية والعربية معا: روح مقابل ريح، نفس مقابل التنفس، نسمة حياة مقابل نسمة هواء..


هل لهذا علاقة بإسم الإله اليهودي أنه "يهوه" (الهواء)؟، احتمال..

--------------------------------
حين يتكلم عن خلق السماء تأتي الكلمة في الترجمة العربية "جلد"، وهي بالعبرية "رقيع" وهو السطح المعدني المصقول.. فالسماء في التوراة كما في القرآن هي أشبه بسقف مادي يعلو الأرض، كما نجد أيضا قيام الله بفصل السماء عن الأرض.. وفي الآيات التالية سيستخدم تعبير "جلد السماء" أو "رقيع السماء" والذي يتم تثبيت الأجسام المضيئة (الشمس والقمر والنجوم) على سطحه لتنير الأرض..

--------------------------------
هناك فصل شهير في السفر، حيث نجد البداية (1-1) حتى انتهاء السفر زائد 3 آيات من التالي (2-3) تحكي قصة خلق الكون، ثم منذ الآية 2-4 نجده يحكي القصة من جديد بشكل مختلف، وببعض التناقضات، وكأن الكاتبان مختلفان.. وذلك تحديدا هو ما تقوله الفرضية الوثائقية، مما ليس مجاله هنا..


لكن ما لاحظته أن السردية الثانية (2- 4) تذكر لأول مرة اسم الله الجديد: يهوه إلوهيم.. بينما في الآيات السابقة كان فقط إلوهيم.. مما يدعم نظرية ازدواجية الكتبة..
--------------------------------


لاحظت أمرا لافتا - ولا أدري مدى صحته- هو أن ذكر آدم جاء لأول مرة بدون هاء التعريف (وقال الله لنخلق آدم على صورتنا).. ولكن في الآيات التالية جاء معرفا "هآدم \ الآدم"، ولو تذكرنا أن سبب التسمية أنه خلقه من هآدمة\آدمة أي تراب الأرض (2- 7) فيحتمل أننا نتحدث عن كلمة أكثر منه اسم علم - فالآدم هو "الأرضي"..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق