الثلاثاء، 1 يناير 2019

التزوير بالإقتطاع من السياق





منذ قليل شاهدت هذه الصورة منشورة بفخر من بعض المسلمين:
كاتب فرنسي مسيحي من القرن 17 مدح محمدا، مرحى وهللويا وتكبير بنفس الوقت..

لا تقربوا الصلاة..
التزوير بالإقتطاع من السياق فن..

الكتاب متاح على الإنترنت، وقد ألقيت نظرة سريعة على سياق الصفحة المذكورة.. ببساطة الرجل يتحدث عن "مدّعي النبوة محمد" (قبلها بصفحتين: 177) فيقول أننا كمسيحيين لا يجب أن نبالغ في إنكار جميع مميزات محمد كقائد ناجح، لأن هذا مخالف للمنطق ولا يخدم المسيحية، إذ أن تصوير الرجل وكأنه عاطل عن جميع المزايا قد يعني أن نجاحه كان بفضل التوفيق الإلهي، فإن كنا نريد القول أنه دجال فعلينا أن نعترف بقدراته حتى تكون هي التفسير العقلاني لنجاحه..

أترجم وأقتبس (وأرحب بأي تدقيقات للترجمة) من ص 178 و179:
علينا (أن نعترف، بخصوص محمد، أن من يستطيع نسج وتنفيذ تلك الخطط بنجاح، على المستوى السياسي والديني، لا يمكن أن يكون شخصا محتقرا لعيوبه الطبيعية.. على العكس، فإن المنطق يقودنا إلى أنه لو كان دجالا، فلابد أنه كان يمتلك مؤهلات متفوقة يقدر على فرضها على معاصريه، ليتمكن من السيطرة على مشاعرهم، ولابد أن تزويره كان له مظهر الحق، على الأقل في نظر الذين تمكن من إغوائهم.. بينما إذا قمنا بحرمانه من تلك المؤهلات التي قادت إلى نجاحه، فقط بدافع الكراهية، والتي يحق فعلا للمسيحي أن يحملها تجاه أكبر عدو لدينه.. فيجب التنبه إلى أن هذا الإنتقام يجعل منطقنا كله عبثيا.. (((إذا كان حظ هذا الشخص ليس نابعا من وسائل طبيعية فإن هذا النجاح سيكون من الله وحده))) والذي سيتهمه غير الأتقياء في تلك الحالة بأنه قاد نصف العالم إلى الضلال، ودمر بعنف وحيه الخاص).. انتهى

وضح المعنى؟

بالطبع هذا لا يهم، فما أكثر الذين مدحوا محمدا، والذين ذموه أكثر.. ولكن اللافت هنا هو حرص البعض على التزوير، وحرص آخرين على النقل بجهل، والأكثر غرابة هو درجة البؤس التي وصل لها البعض بالتهليل لكل غربي يسرد كلمة مدح لنبيهم، سواء كانت حقيقية أم مقتطعة ومحرفة من سياق يدين نبيهم ويصفه بالدجال ومدعي النبوة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق