الثلاثاء، 1 يناير 2019

الدين المسكين



كلما قرأت دفاعات المسلمين عن أفعال محمد وأصحابه، كلما شعرت بالشفقة على هذا الدين المسكين المظلوم على طول الخط..

حسب تلك الدفاعات فالإسلام دين مسير لا مخير، إذ مر بسلسلة تفاعلات مؤسفة من الأحداث، هي التي دفعته إلى طريق الجريمة..

مبدئيا محمد لم يرد أن يقاتل ويرفع السلاح، ولكن أهل مكة الأشرار عاملوه بشكل سيء حتى اضطروه لأن يهاجر بحثا عن الحماية ويتواصل مع الصعاليك والجرابيع لكي يكون عصابة من قطاع الطرق..

وبالطبع هو لم يرد أن يمتهن السرقة وغصب المال، ولكن لابد أن نجد طعاما يكفي أفراد العصابة رضي الله عنهم، فكان الحل في الخروج لقطع طريق القوافل ونهب أموالهم..

وحتما لم يرد النبي أن يغتصب النساء ويشرع دينا يسمح بذلك، ولكنه اضطر لذلك، أولا لحل المشكلة الجنسية لدى عصابته، وثانيا لأنه حين حارب وانتصر وغنم اكتشف أن لديه عددا من النساء المأسورات، لم يدر المسكين ماذا يفعل بهن، هل يقتلهن مثلا؟ فلم يجد المسكين حلا لتلك المعضلة سوى أن يسمح لصحابته ببيع النساء في الأسواق أو اغتصابهن بشرع الله.

ولعل الإسلام - إن أحسنّا الظن- أراد أن يمنع العبودية بالمطلق، ولكنه عجز عن ذلك لأنها كانت سمة العصر آنذاك، فلم يكن أمامه سوى مباركة ذلك الأمر مع وضع خطة عبقرية للتخلص من العبودية؛ وقد نجحت تلك الخطة الإلهية العظيمة - ولله الحمد- فور أن مرت أوروبا بعصر التنوير ووصلت إلى الحداثة وقررت إجبار الدول الإسلامية على التخلي عن الرق.

ثم إن دين السلام هذا لم يرد أن يحارب الناس أو يغزو الأراضي، ولكنه عجز عن نشر دينه بالحسنى لأن حكومات البلاد المجاورة منعت ذلك (كما يقال) فلم يكن أمام دين السلام سوى أن يشن حربا دينية (جهاد) ضد جميع الكفار، حتى يسمحوا بنشر الدين - عفوا، أقصد حتى يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. تلك الظروف المؤسفة جعلت المسلمين مضطرين لغزو الأراضي شرقا وغربا وشمالا وسلب الأموال والنساء، وهو بالطبع ما لم يكونوا يتمنون حدوثه من الأساس.

من هنا - وسيرا على نهج دفاعات المدافعين والردود على الشبهات- يتضح لنا أن الإسلام -ذلك الدين الإصلاحي العظيم- ليس له يد في تشريعه،فكل آية قتال وكل حديث دموي جاءت من قبيل ضغط الظروف القاهرة.. ولو كان الأمر بيد الله لجاء الدين بشكل مخالف تماما لما جاء به.. ولا حول ولا قوة حتى بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق