الثلاثاء، 1 يناير 2019

الشيء ونقيضه





من طرائف الدوغمائيات هي إمكانية أن تؤمن بالشيء ونقيضه بنفس الوقت.. لو كنت مؤمنا فسيمكنك أن تستدل على صحة دينك بالشيء وعكسه معا!

نرى ذلك في نقاشات المسلمين ومنشوراتهم:
- الإسلام ينتشر في العالم، وهذا دليل أنه دين الحق، تكبير!
- الإسلام يتراجع والكفر ينتشر، وهذا دليل أن الإسلام دين الحق!

(وتلاحظ في الحالتين هناك نبوءات محمدية ملائمة، ففي الحديث أن الإسلام سيسود ويغزو الأرض ويدخل كل بيت، وفي الحديث أن الإسلام سينهزم ويعود غريبا وتتجمع عليه الأمم ويصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر..إلخ،وبالتالي أيا كان موقف المسلمين- سواء جيد أم سيء- ففي الحالتين سيجدون الحديث الملائم للموقف، وسيعتبرون الحال دليل قاطع على صحة دينهم وصدق نبوءات نبيهم!)


وتستمر الإستنتاجات المتضاربة من نفس النوع:

- فلان الغربي مدح الإسلام، وهذا دليل أنه دين عظيم لأنه يعجب الناس!
- فلان الغربي هاجم الإسلام، وهذا دليل أنه دين عظيم لأنه يغيظ الناس ويقهرهم ويخيفهم!
- الغرب الكافر متقدم مزدهر، لأنه يطبق مبادئ الإسلام (إسلام بلا مسلمين)، وهذا دليل أن الإسلام حق!
- الغرب الكافر مفكك منهار، لأنه بعيد عن مبادئ الإسلام، وهذا دليل أن الإسلام حق!
- الملحد الوغد سعيد يستمتع بحياته كالبهيمة، متحررا من تكاليف الدين الشاقة، وهذا دليل أن الإسلام حق!
- الملحد الوغد تعيس يعيش في ضنك واكتئاب وينتحر، لأنه محروم من متعة الإيمان، وهذا دليل أن الإسلام حق!
-------------

فالتجربة دائما تؤكد لنا أن المؤمن لا يجد أي غضاضة في الإيمان بالمتناقضات، وفي الدفاع عن الشيء ونقيضه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق