الثلاثاء، 1 يناير 2019

لماذا لا يتمنون الموت؟





هذا تساؤل استفهامي محض، لا يحمل أي تحريض أو شماتة..

نعرف أن الإسلاميين يؤمنون بأن الدنيا سجن المؤمن، دار ابتلاء، متاع الغرور، لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية حيث جنة الخلد والحق والعدل والمتعة الأبدية ولقاء الأحبة..


قرآنهم يقول أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله، وشعارهم الصريح المسجل أن: الموت في سبيل الله أسمى أمانينا..

وهم بالعادة يعايرون الكفار لأنهم يخافون من الموت كونهم لا يؤمنون إلا بحياة واحدة، بعكس المسلم الذي - يقولون - يحب الموت كما تحبون الحياة، فلديه نعيم ينتظره على الجانب الآخر..

فلماذا نرى أكثرهم يحزنون عندما يموت رجالهم؟ لماذا يملأون الدنيا صراخا واحتجاجا وشكوى من الظلم ولعنا للأنظمة التي تسببت في موت فلان وعلان؟ لماذا يستدعون المنظمات الدولية ويطالبون بتحقيقات ويعبرون عن غضبهم وألمهم حين يأتيهم ما يزعمون أنهم ينتظرونه بفارغ الصبر؟

لو كانوا يؤمنون بما يقولون، أما كان المتوقع أن نراهم جميعا يتهللون فرحا بالموت، ويتوجهون بالشكر إلى كل جهة ساهمت في إنقاذهم من الدنيا وإرسالهم - ببضعة  رصاصات أو حبل مشنقة- إلى نعيم ربهم؟

ذلك ما يفعله قلة نادرة من الإرهابيين والمجاهدين الإنتحاريين الذين يتمنون الموت ويهرعون إليه، وربما هؤلاء إذن هم المؤمنون حقا، ولكن الغالبية من المسلمين والإسلاميين- كالإخوان وأمثالهم- تفعل العكس تماما..


يقول القرآن متحديا اليهود (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة 94..

من تفسير الطبري: وهذه الآية مما احتج الله بها لنبيه محمد على اليهود وفضح بها أحبارهم وعلماءهم. وذلك أن الله أمر نبيه أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف. وقال لفريق اليهود: إن كنتم محقين فتمنوا الموت, فإن ذلك غير ضاركم، إن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنـزلة من الله. بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم، فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها، والفوز بجوار الله في جنانه, إن كان الأمر كما تزعمون: من أن الدار الآخرة لكم خالصة دوننا. وإن لم تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا، وانكشف أمرنا وأمركم لهم. فامتنعت اليهود من إجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، لعلمها أنها تمنت الموت هلكت، فذهبت دنياها، وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها.

على الجانب الآخر فمحمد يأمر المسلمين أن لا يتمنوا الموت فيقول (لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ) البخاري 7235 و مسلم 2682..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق