الجمعة، 23 مايو 2014

هل وصلت إلينا الأناجيل كما كتبت؟


متي كتبت الأناجيل؟
و كيف وصلت إلينا؟
و هل هناك تغيير بين الأصل و بين ما بأيدينا؟

هذه المحاضرة في جامعة ستانفورد تناقش تلك الأسئلة:

المحاضر هو بارت إهرمان, و هو عالم في الإنجيل أو العهد الجديد وخبير في بدايات المسيحية.. حصل على شهادة الدكتوراة والماجستير في اللاهوت من مدرسة برينستون اللاهوتية, و يعمل الآن رئيسا لقسم الدراسات الدينية في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل, وكان رئيس المنطقة الجنوبية الشرقية لجمعية الأدب الكتابي وعمل محررا لعدد من مطبوعات الجمعية, ويشارك حاليا في تحرير سلسلة عن وسائل ودراسات العهد الجديد..


و قد قمت بتلخيص بعض النقاط التي أراها مهمة و التي وردت في المحاضرة:

1- ما نقرأه اليوم ليس الكتاب المقدس كما كتب, و إنما هي ترجمات بلغات مختلفة عن الإنجيل الأصلي الذي كتب باليونانية..

2- الترجمة لم تتم عن الكتب الأصلية التي كتبها مرقس و متى و لوقا و يوحنا في القرن الأول الميلادي, فهذه الكتب مفقودة, و هذا ينطبق أيضا على جميع كتب العهد الجديد: لا توجد كتب أصلية..

مالدينا هو نسخ دونت بعد قرون من مرقس و متى و لوقا و يوحنا.. و هي حتى لم تنقل مباشرة عن كتب الكتاب الأربعة, و إنما هي نسخ منقولة عن نسخ منقولة عن نسخ منقولة..إلخ, و هي بين أيدينا اليوم في هيئة مخطوطات, و من بعض تلك النسخ تمت ترجمة العهد الجديد المعاصرة..

3- لا ندري من الذي قام بعمليات النسخ المتكررة تلك, و لا ندري مدى أمانتهم و لا مدي معرفتهم بالكتابة أو بالتاريخ أو بالأحداث التي يتناولونها..

و النسخ حدث في عصر ما قبل الطباعة بألف سنة, و حيث كان حوالي 90% من الناس أميين, و حتى من كان متعلما فهو غالبا لا يجيد الكتابة بشكل صحيح.. بالتالي فالأخطاء واردة و لها أسباب متعددة, منها السهو أو النسيان, و منها التحريف المتعمد.. و مع تكرار النسخ تتراكم الأخطاء و تزداد..

4- المخطوطات المنسوخة و الموجودة اليوم هي حوالي 5700 مخطوطة يونانية, و ما يقرب من 10,000 مخطوطة لاتينية, بالإضافة إلى مخطوطات قبطية و سريانية و أرمينية..إلخ

لا يوجد ضمن هذه النسخ ما يطابق الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا حاليا, بل و لا توجد نسختين متطابقين!!

6- أقدم مخطوطة على الإطلاق للعهد الجديد هي قطعة بردي صغيرة بحجم الكريدت كارد تسمى p-52, و تحتوي على بضعة أسطر من إنجيل يوحنا, و يعود تاريخها للنصف الأول من القرن الثاني (حوالي 125 ب.م)- أي بعد يوحنا نفسه بـثلاثين أو أربعين سنة.. (يتم تحديد زمن المخطوطة بعدة وسائل, أهمها الخط المستخدم في الكتابة)..

7- أقدم نسخ من أناجيل كاملة تعود لبداية القرن الثالث, أي حوالي العام 200 ب.م, بعد وفاة يسوع بأكثر من قرن و نصف.. أما الوفرة الحقيقية فلا تبدأ قبل القرن السابع و الثامن و التاسع- مع ازدهار الأديرة و اهتمام الرهبان بنسخ و كتابة الكتاب المقدس..

8- لم يبدأ الإهتمام الحقيقي بالخلافات الموجودة بين مخطوطات الأناجيل إلا مع بدء عصر الطباعة و ظهور الحاجة إلى نص واحد مرجعي- و في عام 1707 قام الباحث اللاهوتي الإنجليزي جون ميل بتفحص مائة مخطوطة من الكتاب المقدس, و سجل من بينها ما يقرب من ثلاثين ألف اختلاف! (علما بأنه لم يسجل الإختلافات التي رأي إنها طفيفة و لا تغير من المعنى..)

أما عدد الإختلافات بين الـ5700 مخطوطة الموجودة اليوم فلم يتم حصرها بدقة حتى الآن, و لكنها تقدر بمئات الألوف- و يقال أن عدد الإختلافات بين نسخ الكتاب المقدس أكثر من عدد كلمات الكتاب ذاته!

9- أحد الأمثلة على التغيير المتعمد هي قصة المرأة الزانية التي جاء بها اليهود ليرجموها, فقال لهم يسوع مقولته الشهيرة :"من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر".. تلك القصة غير مذكورة في المخطوطات قبل القرن العاشر! و يبدو أنها كانت قصة شائعة و تمت إضافتها في مرحلة ما إلى الإنجيل..


اقرأ أيضا:
بعض روايات تحريف القرآن
القرآن يشهد بصحة الإنجيل و التوراة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق