الأربعاء، 21 مايو 2014

المشكلة في سوء تفسير النص؟!




يقولون أن المشكلة ليست في المعتقد ذاته, و لكن في سوء فهم النصوص المتعلقة بذلك المعتقد..

حسن, و لكن ترى متى كانت آخر مرة رأينا شخصا يذبح رجلا بسكين, نتيجة أنه قرأ رواية لشكبير مثلا و قام بتأويلها على نحو معين دفعه لذلك الفعل؟؟

متى كانت آخر مرة رأينا شخصا يفجر نفسه في مجمع سكني مكتظ , نتيجة أنه قرأ كتاب "الجمهورية" لأفلاطون و قام بتأويله على نحو معين دفعه لذلك الفعل؟؟

متى كانت آخر مرة رأينا شخصا يلقي بماء النار على طفلة لمنعها من الذهاب إلى المدرسة, نتيجة أنه اطلع على نصوص الميثاق العالمي لحقوق الإنسان و قام بتأويلها على نحو معين دفعه لذلك الفعل؟؟

عزيزي المبرر و المدافع و المخلص لمعتقدك : حين نجد هذا الكم من الجرائم و الإرهاب و القتل و الغزو و الإستعباد على مر التاريخ, بشكل يجعل مرجعيته في نصوص من كتاب معين, فأنت هنا بحاجة لكم هائل من الألاعيب و البهلوانيات الجدالية المرهقة كي تبرئ هذا الكتاب من الإتهام و تغسله من دنس الدماء المسفوكة و الأنفس المعذبة و المضطهدة.. فكما ترى, النصوص الهادئة العاقلة الواضحة السمحة لا تترك المجال لسوء الفهم و لا يتوقع أن ينتج عنها جرائم .. في النهاية و مهما بررنا, فيكفي النص عارا أن يجد رحابة و مرونة في احتمال تأويله لصالح تطرف المتطرف و جهل الجاهل و طمع الطامع و تعصب المتعصب و كراهية الكاره للحضارة و الجمال و الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق