الجمعة، 16 مايو 2014

حين تنظر إلى دينك من الخارج




أي دين حين تنظر له من داخله فلن ترى حقيقته بالكامل, إنما عليك أن تخرج منه و تنظر إليه بعقل و  قلب مفتوحين – و هذا ما لا يتوفر للمسلم غالبا..

 الإسلام حين تنظر له من الخارج ستجد أنه مجرد فرع عربي عن اليهودية, كما أن المسيحية هي فرع روماني عن اليهودية, و ستجد أن سائر العالم الواسع لا علاقة له بهذه السلسلة الإبراهيمية التي نبتت في الشرق الأوسط حصريا.. انظر في أديان الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب: الصين و الهند و أوروبا و أستراليا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية و الشمالية, و لن تجد لأي منها علاقة بإلهك الواحد الإبراهيمي, بل لن تجد لديهم حتى فكرة النبوات و لا الوحي و لا الرسول الذي يبلغ الناس..إلخ, هذه كلها أفكار يهودية أخذها اليهود عن الفرس في مرحلة تاريخية معينة, ثم أخذها العرب عن اليهود لاحقا..
ليس هذا فقط, بل إن الغالبية العظمى من الأفكار التي تؤمن بها هي أفكار مسروقة من اليهودية, و سرقها اليهود عن الحضارات التي عاشوا وسطها مثل بابل و مصر و فارس, بداية من قصة الخلق و آدم و حواء و  الطوفان و السبع سماوات..إلخ, و حتى التاريخ اليهودي ذاته, و الذي هو مزيف ملفق و مسروق عن تراث تلك الأمم, تم إعادة صياغته ليناسب القومية اليهودية و إلهها المحلي يهوه\إيل..
ألم تسأل نفسك لماذا اثنين من أنبياء الديانات الثلاثة الكبار هم من اليهود, بينما الثالث مذكور اسمه أيضا في كتب اليهود؟!..ألم تلاحظ أن جميع الأنبياء في القرآن لهم علاقة ببني إسرائيل, ما عدا اثنين أو ثلاثة من العرب؟ أين أنبياء الأمم الأخرى؟

و ألم تلاحظ أنه لا موسى و عيسى حاولا التبشير بين غير اليهود (المصريين أو الرومان)؟

و ألم تلاحظ أن المسيحية لم تنتشر بين العالم إلا حين رفضها و لفظها اليهود؟ و ألم تلاحظ أن محمدا بذل مجهودا أكثر من اللازم كي يحصل على اعتراف اليهود بالذات بنبوته المكتوبة في كتبهم بالذات؟ و ألا تعلم أن الشريعة الدينية للإسلام تكاد تكون مطابقة لليهودية من أول حد الرجم و حتى في أحكام الزواج بأربعة كحد أقصى (و هو ما قرره حاخامات التلمود) و حتى أحكام العدة في الطلاق..إلخ؟ ألم تلاحظ أن ربما نصف مساحة القرآن مخصصة لليهود و قصصهم و أنبيائهم و تاريخهم, من أول أنه فضلهم على العالمين (لماذا؟) و حتى انتقادهم و التهجم عليهم حين رفضوا الإعتراف بمحمد؟..

حتى قصص الأنبياء الذي ذكرها القرآن و لم ترد في التوراة ستجدها موجودة بالتفصيل في كتابات الحاخامات اليهود التي كتبت لاحقا و التي سمعها كاتب القرآن: "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا "- "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون"..
علما بأنه من الناحية التاريخية فاليهود هم قبيلة بدوية تافهة و ليس لهم أي إنجاز حضاري يذكر يقارن بإنجازات مصر مثلا أو العراق أو فارس- إنجازهم الوحيد هو أنهم حافظوا على خرافاتهم, و أنهم أقنعوكم بتلك الخرافات..!
الإسلام ببساطة هو نسخة عربية متفرعة من الديانة اليهودية.. و الإله اليهودي إيل هو نفسه الإله هو الله الذي تعبده.. و هذا حدث بفضل مجموعة من التحولات و الصدف التاريخية بدأت مع اليهودية ثم المسيحية ثم قادت إلى الإسلام.. و لو كانت موازين القوة في الشرق الأوسط منذ ألفين سنة قد سارت بشكل مختلف لكنت الآن تعبد ربما أوزوريس أو أبوللو أو أهورا مازدا!
المسلمون غالبا لا يرون حقيقة دينهم تلك لأنهم محبوسون في فقاعة معرفية لا ينظرون خارجها, لا يعرفون عن المسيحية أو اليهودية أو الأديان الأخرى إلا من خلال وجهة نظر الإسلام.. و هم مخدوعون بالكثير من المعلومات المضللة التي لا علاقة لها باالحقائق الدينية أو المنطقية أو التاريخية : أن الإسلام دين عادل و رحيم, و أنه يحث على الأخلاق, و أن القرآن كتاب معجز بليغ و يحتوي على معجزات اكتشفها العلم الحديث..إلخ, و أن الأديان السابقة كانت توحيدية و حرفت!, و هي كلها منظومة متهافتة و ساقطة يمكن كشفها بسهولة لو أن العالم الإسلامي لديه قدر كافي من الحرية الفكرية و البحث العلمي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق