الجمعة، 23 مايو 2014

عزيزي المسلم : لماذا لا تتمنى الموت؟


(قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين- ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين)- هكذا يتحدى القرآن اليهود بوضوح..

رأيي أنه سؤال منطقي و لا يخلو من وجاهة: لاشك أن الدنيا فعلا بها كثير من المصاعب و المشاق, فإن كان الشخص يؤمن يقينا أنه بعد موته سيكون في مكان أفضل بما لا يقاس- وهو الجنة- فما الذي يمنعه من تمني الموت حالا؟؟؟

هذا السؤال كما وجهه الله لليهود يمكن توجيهه للمسلمين أيضا و بنفس المنطق: لماذا لا تتمنون الموت إن كنتم صادقين؟

تزعمون أنكم تؤمنون أن الدنيا فانية لا تساوي جناح بعوضة, و أن ما ينتظركم عند الله هو خير و أبقى , فما الذي يجعلكم متمسكين بشدة بما هو أدنى؟!

بالطبع ليس المقصود أن يقوم المؤمن بالإنتحار فهذا مخالف للشرع, و لكن رغبة الموت- أو على الأقل ترك التمسك بالحياة- يمكن التعبير عنه بطرق عديدة- منها الجهاد على سبيل المثال: فنحن نرى أرض المسلمين محتلة في فلسطين مثلا أو أفغانستان و العراق- و هي و لاشك فرصة ذهبية للموت في سبيل الله.. فلماذا لا نرى المسلمين يذهبون جميعا- و في مقدمتهم رجال الدين أصحاب الخطب المنبرية و الحناجر المدوية- إلى القتال لتحرير هذه البلاد, فيكونون شهداء و يكون مصيرهم الجنة حيث الجنات و القصور و الأنهار و الخمر و النساء و الولدان المخلدون؟

نحن نرى الناس جميعا يحرصون على حياتهم و بقائهم حرصا شديدا.. لكن إن كان هذا السلوك مفهوما و مبررا تماما فيما يخص الملحد, الذي لا يؤمن إلا بهذه الحياة, فهو يبدو غريبا جدا على المؤمن الذي يري أن ما عند الله خير..

فلماذا نرى أن الأغلبية الساحقة منكم يفضلون الدنيا الفانية و مكاسبها الزائلة؟

و لماذا لا تطبقون التحدي القرآني الذي يربط بين الإيمان و بين تمني الموت؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق