الأربعاء، 14 مايو 2014

دعاء الحرب



(دعاء الحرب) أو (صلاة الحرب) هي قصة قصيرة أو قصيدة نثرية للكاتب الأمريكي العبقري مارك توين.. و هي تعد تصويرا بديعا للتطرف و التعصب الديني و القومي الأعمى الذي نقع فيه جميعا تحت عباءات الإيمان و الوطنية و الإنتماء..

القصة تدور حول بلد تخيلية ما - لم يسمها الكاتب - تذهب إلى الحرب.. و نشاهد جموع المواطنين المخلصين يصطفون لحضور الإستدعاء الشامل للجنود المتطوعين, الذين يبدأون مسيرتهم في إطار احتفالي كنسي مهيب..

 و يقوم الشعب بالدعاء الحار إلى الله بأن يحمي جنودهم و ينصرهم على أعداءهم..

و فجأة يظهر لهم رجل غريب مسن, ليعلن أنه مرسل من عند الله, و أنه جاء ليفسر و يشرح لهم بنفسه الجزء الثاني من دعاءهم: الجزء المكمل, و الذي لم ينطقوه بألسنتهم!


ما يلي هو آخر فقرة من القصة, و هي تمثل دعاء الحرب الحقيقي, كما صاغه الرجل:

"الله يا ربنا العظيم, ها هم شبابنا المخلصون, فلذة أكبادنا و درة قلوبنا, ماضون قدما إلى المعركة,

كن قريبا منهم يا رب.. كن معهم..

نحن أيضا ماضون معهم بأرواحنا, تاركين سلام بلدنا الحبيب, ذاهبين لضرب العدو..

يا الله يا ربنا: أعنا على تمزيق أجساد جنودهم و تحويلها إلى أشلاء دامية بقذائفنا,

أعنا على غمر حقولهم الباسمة بالجثث الشاحبة لقتلاهم,

أعنا على تغطية دوي المدافع بصرخات جرحاهم و هم يتلوون ألما,

أعنا على تدمير منازلهم بزوابع من نار,

أعنا على اعتصار قلوب أراملهم الثكالى بحزن يائس عقيم,

أعنا على تشريدهم من بيوتهم, مع ترك أطفالهم ليهيموا في أطلال أرضيهم المقفرة,

جوعى و عطشى في أسمال بالية,

معرضين للهيب شمس الصيف الحارقة, و رياح الشتاء القارصة,

مكسوري الروح, مرهقين من فرط العناء,

يسألونك الرحمة فلا يستجاب لهم,

من أجلنا نحن محبيك يا ربنا: دمر آمالهم, خرب حياتهم,

أطل أمد معاناتهم, أثقل خطواتهم,

املأ طريقهم بدموعهم,

اصبغ الثلوج بدماء أقدامهم المتقرحة,

نسألك بروح المحبة يا منبع المحبة, يا عون  السائل و ملجأ المحتاج,

نطلب مساعدتك و نلتمس عونك بقلوب عابدة خاشعة .. آمين"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق