الجمعة، 23 مايو 2014

القرآن يشهد بصحة الإنجيل و التوراة


(نشر في مجلة الملحدين العرب العدد الرابع عشر يناير 2014)


مقدمة
ما يؤمن به المسلمون يقينا هو أن القرآن قال بتحريف الكتب السابقة- أي أن التوراة قد حرفت من بعد موسى, و الإنجيل حرف من بعد عيسى..

فهل هذا ما يقوله القرآن فعلا؟

الحقيقة - كما سنسعى لإثباتها هنا في جزئين – أن العكس هو الصحيح: القرآن و الأحاديث النبوية يقطعان بصحة التوراة و سلامتها من التحريف- و نفس الشيء فيما يخص الإنجيل..


في الجزء الأول سنتناول شهادة القرآن لصالح الكتابين,
و الجزء الثاني سنناقش الآيات التي قد يفهم منها اتهامهم بالتحريف..

(ملحوظة 1 : بديهي أن الموضوع ليس دفاعا عن التوراة و الإنجيل اللتين لا أؤمن بهما! إنما الهدف فقط هو بيان رأي القرآن فيهما)..
(ملحوظة 2 : التوراة اكتملت كتابتها قبل زمن محمد بكثير, أي أن التوراة الموجودة أيام محمد هي هي توراة اليوم- و نفس الشيء فيما يخص الإنجيل: الإنجيل على عهد محمد هو هو إنجيل اليوم)


الجزء الأول- شهادة القرآن لصالح التوراة و الإنجيل الموجودة بيد اليهود و المسيحيين على عهد محمد..


أولا: القرآن يأمر اليهود و المسيحيين بتحكيم كتبيهما..

لنبدأ من آية قرآنية قد تبدو غريبة لأول وهلة:
(وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ) المائدة-43
و نقرأ من تفسير الطبري للآية:
(وكيف يحكمك هؤلاء الـيهود يا مـحمد بـينهم، فـيرضون بك حكماً بـينهم، وعندهم التوراة التـي أنزلتها علـى موسى، التـي يقرّون بها أنها حقّ وأنها كتابـي الذي أنزلته علـى نبـي، وأن ما فـيه من حكم فمن حكمي..)

الآية المذكورة و ما حولها من سورة المائدة لها قصة شهيرة لابد من معرفتها لكي نفهم الصورة: هي قصة اليهوديين الزانيين الذين أراد اليهود التهرب من إقامة حد الرجم عليهما, فجاؤوا بهما إلى محمد- عسى أن يكون حكمه أخف..

من صحيح البخاري:
(أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ) . فقالوا : نفضحهم ويجلدون ، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم ، إن فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم ، فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم ، فقالوا : صدق يا محمد ، فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما..)
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3635
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


فهم جاؤوا محمدا ليحكموه, و عندما سألهم عن حكم التوراة في الزاني زعموا أنه الجلد و الفضيحة .. و بناءا على اعتراض عبد الله ابن سلام (و هو يهودي سابق أسلم ), أمر النبي بالتوراة فجيء بها, ووجد أن القوم كاذبون و أن حد الزنا هو الرجم فعلا كما قال عبد الله..

و نذكر الآيات كاملة لأهمية الواقعة و ضرورة فهم السياق القرآني للحدث:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ- سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ- وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ- إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ-وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ- وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ- وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ - وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ- وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ- أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة-41-50


من رواية الواقعة و من تعليق القرآن عليها يمكن استخلاص الآتي:
1-القرآن يقول عن اليهود أنهم "عندهم التوراة"..
2- يصفها بأنها "فيها هدى و نور", و فيها "حكم الله" و "ما أنزل الله", و لا يبدو أنه يفرق بين التوراة التي أنزلت على موسى و التوراة التي بين يدي يهود المدينة..
3- هو يأمرهم بتنفيذ الأحكام الواردة في التوراة بشكل عام , و يلومهم بشدة على المماطلة في تطبيق أحدها, بل و يستنكر منهم الإحتكام لمحمد دونها!
4- محمد يسأل اليهود عن حكم الزنا المكتوب في التوراة عندهم, ثم يأمر بتطبيقه..

و نتسائل: هل يمكن أن يكون الحديث هنا عن كتاب محرف أو مشكوك فيه؟!

و نجد في بعض الروايات المتعددة للواقعة السابقة إضافة خطيرة للغاية , تفيد بأن محمدا عندما جيء له بالتوراة وضعها أمامه و أعلن إيمانه بها..
أتى نفر من يهود ، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القف ، فأتاهم في بيت المدارس ، فقالوا : يا أبا القاسم ! إن رجلا منا زنى بامرأة ، فاحكم بينهم ، فوضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة ، فجلس عليها ، ثم قال ائتوني بالتوراة ، فأتي بها ، فنزع الوسادة من تحته ، فوضع التوراة عليها ، ثم قال : آمنت بك وبمن أنزلك ، ثم قال : ائتوني بأعلمكم . فأتي بفتى شاب – ثم ذكر قصة الرجم
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4449
خلاصة حكم المحدث: حسن


و إذا تجاوزنا الآيات السابقة فسنجد- في نفس السورة- تأكيدات قطعية على وجوب الحكم بما في التوراة و في الإنجيل بصفة عامة..

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ- وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم) المائدة-65-66

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) المائدة-68


فهل الله سيأمر بإقامة كتب محرفة؟!

ثانيا: القرآن يقول أنه مصدق للتوراة و الإنجيل الموجودين بين يدي اليهود و المسيحيين على عهد محمد..

إذ نلاحظ التأكيد المتكرر على أن التصديق هو " لما بين يديهم" و " لما معكم"..

(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ- وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ) البقرة-40-41

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ) البقرة-91

(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) المائدة-48

(وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ) البقرة-89

(وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) البقرة-101

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) النساء-47



ثالثا: القرآن يمدح اليهود و المسيحيين الذين "يتلون الكتاب"..

(لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) آل عمران-113

(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) البقرة-121


هل يمكن أن يمدحهم و هم يتلون كتابا محرفا؟! و لاحظ قوله: "حق تلاوته" ؟!

و نلفت النظر إلى الهاء في قوله "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه", فهي تعني قطعا أن ما يتلونه هو هو الكتاب الذي آتاهم إياه..


و نجد في بعض أحاديث نبوية أخرى تأكيدات لوجود التوراة و الإنجيل بين يدي أهل الكتاب و أنهم يتلونهما..

(ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال وذاك عند ذهاب العلم قال قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة قال ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء )
الراوي: زياد بن لبيد المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 3/140
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


(حرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب العلم قبل ذهابه، فقال رجلٌ: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب، وقال: أَوَ لَيْسَ التَّوْراةُ والإِنْجِيلُ في أَيْدِى أهل الكِتابِ فهل أَغْنَى عَنْهم شَيْئًا؟)
الراوي: صفوان بن عسال المحدث: ابن كثير - المصدر: جامع المسانيد والسنن - الصفحة أو الرقم: 5334
خلاصة حكم المحدث: له شاهد


(رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى إصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرؤهما )
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 12/25
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح





الجزء الثاني: الآيات التي يفهم منها أنهم حرفوا كتبهم..

نجد بداية أنه لا يوجد إشارة واحدة في القرآن يفهم منهم تحريف الإنجيل من قريب أو بعيد.. كل ما عندنا هو آيات تخص اليهود و توراتهم..


و أعتقد أنها محصورة بالآيات الأربعة التالية:

1- (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة -41

2-(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة-75

3-(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة-79

4-(مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) النساء-46



قبل أن ندخل في تفسير الآيات ربما نحتاج أولا أن نلقي نظرة على طبيعة العلاقة التي كانت بين محمد و اليهود- كما تظهر لنا من خلال مجمل الروايات و السيرة و الأحاديث و حتى القرآن..

نلاحظ أولا: أن مخطوطات التوراة لم تكن متاحة بسهولة للعرب بل و لا حتى لعامة اليهود, إنما كانت موجودة عند "علماء" اليهود أو كهنتهم حصرا.. و يبدو أنهم كانوا يثمنونها كثيرا و يتعمدون إخفائها عن الغير..

إذا أضفنا لهذا أننا في زمن ما قبل الطباعة بثمانية قرون, و وسط أمة أمية لا تقرأ و لا تكتب, و حيث لا انتشار للكتابة أو للمواد المكتوبة - بالعربية فضلا عن العبرية- فسندرك كم كان من الصعب أن يطلع أحد مباشرة على المكتوب في التوراة.. بل الشاهد أن أي معرفة للعرب بما فيها محصور فقط بما سمعوه شفاهة من اليهود..

ثانيا: يبدو من مصادر عديدة أن العرب كانوا يقدرون دين اليهود و يحترمون كهنتهم و كتابهم بشكل كبير.. و لا شك أن هذا الإحترام لليهود و "علمهم" استمر بعد الإسلام كما نرى من سلوك بعض الصحابة, بل و محمد نفسه (تجلى ذلك في حادثة اليهوديين الزانيين السابقة, كما تجلى في واقعة صوم عاشوراء الذي اقتبسه محمد منهم بصورة مباشرة و لم يكن يعرفه من قبل, و غيرها من المواقف)

ثالثا: كانت هناك مسألة مهمة تسبب التوتر الدائم بين محمد و اليهود, و هي مسألة وجود صفة النبي المنتظر في كتاب اليهود, إذ اُعتبر ذلك من أكبر الأدلة الداعمة لنبوة محمد .. لهذا نرى كثير من الآيات القرآنية تحث اليهود و تحفزهم على بيان ما في التوراة و التصريح به و عدم كتمانه, و كذلك نرى في كثير من الروايات أن محمد يستحلفهم بأغلظ الإيمان أن يقروا بأن نبأ مجيئه و صفاته- بل و اسمه- موجود عندهم في التوراة..

رابعا: نرى أن سبب التوترات الدينية بين الفريقين (بعيدا عن التنازع السياسي- و هما مرتبطان و لا شك) تنحصر في إخفاء اليهود صفات النبي المنتظر في التوراة, أو ربما ذكرهم لصفات مختلفة عن محمد, و كذلك ذكرهم أشياء أخرى يزعمون أنها من التوراة بينما لم يكن بإمكان المسلمين التأكد ما إذا كانت مطابقة فعلا لما في التوراة أم أن اليهود يخادعونهم..



و لو رجعنا للآيات الأربعة السابقة سنجد بعض التفسيرات تذكر تحريف اليهود للتوراة ذاتها و تبديل بعض ما فيها مثل حد الرجم و صفة محمد و غيرها من الأمور.. و لكن إذا فهمنا أن المقصود هو تبديل التوراة المكتوبة و حذف آيات و كتابة أشياء أخرى, فالأمر لا يستقيم مع ما ذكرناه من أن القرآن يأمرهم بتحكيم شرائعها, و يؤكد أنه نزل مصدق لها, و يمدحهم لتلاوتها.. بالإضافة لقول محمد الصريح: آمنت بك!

و الزعم بتحريفهم حد الرجم على سبيل المثال لا يتسق مع أحداث الرواية ذاتها في البخاري ,إذ ورد أنهم فتحوا التوراة فوجدوا حد الرجم مكتوبا- أي أنه لم يحرف!! و لو كان التحريف منهجا متبعا عندهم فلم لم يحذفوا حد الرجم؟!

لو رجعنا للتفسيرت الأرجح سنجد أن المقصود ليس التبديل في التوراة ذاتها و إنما تحريف الحق أي إخفاء المعلومات عن المسلمين أو تضليلهم بمعلومات مغلوطة "لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب"- و سنرى أنه بهذا وحده سيزول التناقض و تتضح الصورة..

لنأخذهم آية آية:

1- (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة -41


هذه جاءت في سياق قصة حادثة اليهوديين التي ذكرناها- و المقصود بوضوح هو أنهم كذبوا عندما ادعوا أن حد الزاني هو الجلد..هذا هو معنى قوله: يحرفون الكلم عن مواضعه..

و هناك تفسيرات مغايرة- كلها أيضا لا علاقة لها بحريف التوراة ذاتها, فالطبرى على سبيل المثال يقول:

اختلف أهل التأويـل فـيـمن عُنـي بهذه الآية، فقال بعضهم: نزلت فـي أبـي لُبـابة بن عبد الـمنذر بقوله لبنـي قريظة حين حاصرهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم: إنـما هو الذبح، فلا تنزلوا علـى حكم سعد..
وقال آخرون: بل نزلت فـي رجل من الـيهود سأل رجلاً من الـمسلـمين يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكمه فـي قتـيـل قتله.


و هناك من يرى أن المقصود بـ"التحريف" أي التأويل.. بمعنى أن بعض اليهود يفسرون التوراة بما يوافق هواهم..

نقرأ في ابن كثير:
(يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَٰضِعِهِ ) أي: يتأوّلونه على غير تأويله، ويبدلونه من بعد ماعقلوه، وهم يعلمون..

و القرطبي:
(يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) أي يتأوّلونه على غير تأويله بعد أن فهموه عنك وعرفوا مواضعه التي أرادها الله عز وجل..


2-(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة-75

نفس الشيء: هناك تفسيرات متعددة, منها أن الآية تتحدث عن السبعين رجلا الذين ذهبوا لميقات الله مع موسى, ثم عادوا و حرفوا كلام الله الذي سمعوه.. و هذا- إن صح- فلا علاقة له بتحريف التوراة..

و مرة أخرى نجد القول الأرجح بأن التحريف هنا هو التأويل- أي المقصود تحريف للمعنى و إخفاء منهم لصفات محمد..

من الطبري:
ويعنـي بقوله ( ثُمَّ يُحَرّفُونَهُ ) ثم يبدلون معناه، وتأويـله: ويغيرونه. وأصله من انـحراف الشيء عن جهته، وهو ميـله عنها إلـى غيرها. فكذلك قوله ( يُحَرِّفُونَهُ): أي يـميـلونه عن وجهه، ومعناه الذي هو معناه إلـى غيره. فأخبر الله جل ثناؤه أنهم فعلوا ما فعلوا من ذلك علـى علـم منهم بتأويـل ما حرّفوا، وأنه بخلاف ما حرّفوه إلـيه، فقال: { يُحَرّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ } يعنـي من بعد ما عقلوا تأويـله { وَهُمْ يَعْلَـمُونَ } أي يعلـمون أنهم فـي تـحريفهم ما حرّفوا من ذلك مبطلون كاذبون.

من ابن كثير:
(وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَـٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) أي: يتأولونه على غير تأويله ) مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ( أي: فهموه على الجلية، ومع هذا يخالفونه على بصيرة..


3-الآية الثالثة عندما نقرأها في سياقها:
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ - فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة-78-79

سنجد مرة أخرى أن الأمر لا علاقة له بتحريف التوراة بل التأويل و التخرص- فكلمة "أماني" تعني إما قراءة\تلاوة و إما أكاذيب\أماني, أي أن هؤلاء ليس لهم علم حقيقي بالتوراة.. و الآية فيما يبدو نزلت في أناس كانوا يكتبون للعرب رسائل تتضمن مقاطع و عبارات زعموا كذبا أنها من التوراة..

و نعود لتفسيرالطبري:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: حدثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَـمُونَ الكِتابَ إلاَّ أمانِـيَّ } قال: أناس من يهود لـم يكونوا يعلـمون من الكتاب شيئاً، وكانوا يتكلـمون بـالظنّ بغير ما فـي كتاب الله، ويقولون هو من الكتاب، أمانـيّ يتـمنونها.

وأولـى ما روينا فـي تأويـل قوله: { إلاَّ أمانِـيَّ } بـالـحقّ وأشبهه بـالصواب، الذي قاله ابن عبـاس، الذي رواه عنه الضحاك، وقول مـجاهد: إن الأميـين الذين وصفهم الله بـما وصفهم به فـي هذه الآية وأنهم لا يفقهون من الكتاب الذي أنزله الله علـى موسى شيئا، ولكنهم يتـخرّصون الكذب ويتقوّلون الأبـاطيـل كذبـاً وزوراً.

وإنـما وصفهم الله تعالـى ذكره بأنهم فـي تـخرصهم علـى ظنّ أنهم مـحقون وهم مبطلون، لأنهم كانوا قد سمعوا من رؤسائهم وأحبـارهم أمورا حسبوها من كتاب الله، ولـم تكن من كتاب الله، فوصفهم جل ثناؤه بأنهم يتركون التصديق بـالذي يوقنون به أنه من عند الله مـما جاء به مـحمد صلى الله عليه وسلم، ويتبعون ما هم فـيه شاكون، وفـي حقـيقته مرتابون مـما أخبرهم به كبراؤهم ورؤساؤهم وأحبـارهم عنادا منهم لله ولرسوله، ومخالفة منهم لأمر الله واغتراراً منهم بإمهال الله إياهم.

حدثنـي موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسبـاط عن السدي: (فويـل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله لـيشتروا به ثمناً قلـيلاً) قال كان ناس من الـيهود كتبوا كتابـاً من عندهم يبـيعون من العرب ويحدثونهم أنه من عند الله لـيأخذوا به ثمناً قلـيلاً.

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبـي روق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس، قال: الأميون قوم لـم يصدّقوا رسولاً أرسله الله، ولا كتابـاً أنزله الله فكتبوا كتابـاً بأيديهم ثم قالو لقوم سفلة جهال هذا من عند الله لـيشتروا به ثمنا قلـيلاً قال عرضاً من عرض الدنـيا.

حدثناالحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله { فويل للذين يكتبون الكتاب... } قال: كان ناس من بني اسرائيل كتبوا كتاباً بأيديهم ليتأكلوا الناس فقالوا هذا من عند الله وما هو من عند الله.



و نقرأ في ابن كثير
وقال سنيد عن حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ إِلاَّ أَمَانِىَّ } قال: أناس من اليهود، لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئاً، وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله، ويقولون: هو من الكتاب، أماني يتمنونها..

وقال السدي: كان ناس من اليهود كتبوا كتاباً من عندهم، يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله، فيأخذون به ثمناً قليلاً..


و من الشوكاني نجده ينقل عن ابن عباس أن المقصود – مرة أخرى-هو إخفائهم لصفة النبي قي التوراة:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ بأيديهم } قال: هم أحبار اليهود، وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة أكحل، أعين، ربعة، جعد الشعر، حسن الوجه، فلما وجدوه في التوراة مَحَوهُ حسداً، وبغياً، فأتاهم نفر من قريش، فقالوا: تجدون في التوراة نبياً أمياً؟ فقالوا: نعم، نجده طويلاً، أزرق، سبط الشعر. فأنكرت قريش، وقالوا: ليس هذا منا.


4- كذلك نقرأ الرابعة في سياقها:

(مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء-46

و يتضح من السياق أنهم في كلامهم يحرفون التوراة أي يتكلمون بغير ما فيها- و ليس المقصود تغييرها و تبديلها هي ذاتها..

و مرة أخرى نرى أن التحريف هنا بمعنى التأويل:

من الطبري:
وأما تأويل قوله: { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } فإنه يقول: يبدّلون معناها ويغيرونها عن تأويله،
و من ابن كثير
وقوله: { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } أي: يتأولون الكلام على غير تأويله، ويفسرونه بغير مراد الله عز وجل؛

و تأكيدا لما وصلنا إليه أذكر حديث عن محمد يوضح لنا صورة نظرته للتوراة و لليهود..

عن ابن عباس قال : جاء مالك بن الصيف وجماعة من الأحبار فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم وتؤمن بما في التوراة وتشهد أنها حق ؟ قال : بلى ولكنكم كتمتم منها ما أمرتم ببيانه ، فأنا أبرأ مما أحدثتموه . قالوا : فإنا نتمسك بما في أيدينا من الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا بما جئت به ، فأنزل الله هذه الآية { لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم }
الراوي: سعيد بن جبير المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/119
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


فهو يؤمن بما فيها, و لكن يتهمهم بالخداع و الكتمان و تحريف المعاني- و هذا يلخص المسألة..

اقرأ أيضا:

هل وصلت إلينا الأناجيل كما كتبت؟ 

بعض روايات تحريف القرآن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق