الأربعاء، 14 مايو 2014

الله, لم يعد يتخذ قرارات؟




دائما نتحدث عن معضلة القدر: هل الإنسان مسير أم مخير؟ فإن كانت الأولى فما جدوى الحياة إذن؟ و إن كانت الثانية فكيف تتفق مع كون مصائرنا محددة و مكتوبة علينا سلفا؟



و لكن يبدو أن تلك المشكلة لا تنحصر فقط في الإنسان, و لكنها تتعلق بالله أيضا..

فعلم الله الكلي بالمستقبل يعني أنه لم يحدد مسبقا أفعالنا فحسب, وإنما أفعاله هو أيضا! الله قرر مسبقا و كتب في علمه المطلق جميع أفعاله هو منذ الأزل و حتى الأبد..

فماذا يعني هذا؟

يعني أن الله توقف عن أخذ أية قرار منذ ذلك الحين..! هو قرر و علم –في لحظة ما- أنه سيخلق آدم و يستخلفه ثم يخرجه من الجنة و يبعث أنبياء و رسل ثم يقيم القيامة و يحاسب الناس و يدخل فلان الجنة و فلان النار..إلخ, كل ذلك قرره مرة واحدة في لحظة واحدة أزلية, و الآن هو لا يفعل سوى أن ينفذ خطته حرفيا, سائرا عليها بحذافيرها منفذا السيناريو بلا أي انحراف أو تبديل..

باختصار حسب الرؤية الدينية- فليس البشر فقط هم من يعيشون داخل أحداث فيلما تسجيليا قدريا معروفا لا يملكون الخروج عنه أو تغييره, و إنما الله كذلك..!!

طبعا هذا المفهوم يناقض الكثير من الآيات القرآنية و يهدم الكثير من المفاهيم الإسلامية (كمفهوم الدعاء مثلا فلن يكون له معنى), و لكن السؤال المهم هنا هو عن تناقض فكرة الله ذاتها: فهل يمكن التوفيق بين علم مطلق و قدرة المطلقة؟

اقرأ أيضا:
تناقضات الله المنطقية
بين الدعاء و خطة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق