الاثنين، 1 أبريل 2019

دين إرهابي



سؤال من أحد المسلمين: لماذا تصفون الإسلام بالإرهاب، رغم أن عدد الإرهابين لا يزيد عن 1% من عدد المسلمين؟
----------------------
الجواب:
نقول أن الإسلام دين إرهابي لأنه دين إرهابي: نصوصه (القرآن والسنة والسيرة والفقه) تكفر المخالف وتأمر بقتل المرتد وبإعلان الحرب الدينية - اعتداءا- على جميع البشر..

على المستوى الديني فالقرآن يهدد المخالفين - جميعا- بالجحيم وهو عذاب ناري أبدي بشع، وهذا نوع من الإرهاب الذي يهدد الناس بسبب عقائدهم..

وحتى منذ النصوص المبكرة في السيرة - بمكة- نجد محمدا يتوعد قومه بالذبح، ويتحدث عن غزو العرب والعجم..


وبعد الهجرة بدأ مسيرته كقاطع طريق وغازي ومهدد لأمن المنطقة، حيث لم نقرأ عن حروب شاملة أو دينية دخلت فيها قريش قبله، بل كانت مكانا لتعايش نسبي بين أديان مختلفة في إطار وثني متسامح، ولكن دعوة التوحيد المحمدي - المستقاة من اليهود- حولت الجزيرة إلى ساحة حرب أهلية وفتنة دينية..

ولو فرضنا أن تلك الدعوة تعرضت إلى الإضطهاد والظلم كما تقول السيرة، فكان الطبيعي للمؤمنين أن يدافعوا عن أنفسهم، وهذا لا يحتاج إلى نصوص دينية أصلا بل هي غريزة فطرية تفعلها حتى الحيوانات، وحينها لن يلومهم أحد..

ولكن القرآن احتوى على ما يقرب من 70 آية تأمر بالحرب وتحرض على القتال وتستدعي الأعراب من كل أنحاء الجزيرة، بغرض الدخول في صراع ديني شامل مع الوثنيين الذين أِشركوا بالله، ثم مع اليهود والنصارى لأنهم قالوا فلان وعلان أولاد الله، ثم مع كل شعوب المنطقة المجاورة، فيما سمي لاحقا بالفتوحات، حيث تم فرض الحكم الإسلامي والجزية والعبودية أو السخرة أو الإغتصاب أو الظلم على جميع تلك الشعوب..

وتمتلئ النصوص بعناصر إرهابية معتدية لا تتفق مع حقوق الشعوب أو الأفراد، منها قول محمد أن الله جعل رزقه تحت ظل رمحه، وأنه أمر بقتال الناس حتى يشهدوا أنه رسول الله حتى يعصموا دماءهم وأموالهم، وأن من مات ولم يحدث نفسه بالغزو فهو منافق، مع نصوص تبشر بغزو تلك الأرض أو تلك العاصمة، مع تأكيد بأن الجهاد مستمر إلى يوم القيامة، ووعود بحرب اليهود وغيرهم..إلخ، وتجسدت تلك النصوص في حروب دموية بين المسلمين وكل الأطراف تقريبا، بل وبين المسلمين وأنفسهم في حروب أهلية بشعة وطويلة..

ويكفي إرهابا سيرة محمد نفسه، والتي تحتوي اغتصاب أسيرات الحرب بالجملة،وقيام النبي بقتل امرأة بين جملين، وقتل امرأة أخرى وهي ترضع طفلها، وقتل شاعر بسبب بعض الأبيات، وإقامة مذبحة إبادة لقبيلة كاملة، مع بيع النساء والأطفال ليشتري بهم محمد خيلا وسلاحا لرجاله..


ثم إن الإرهاب الإسلامي لا يتجلى فقط في إعلان الحرب على كل البشر، وإنما في عناصر كثيرة منها الأحكام الهمجية والظالمة التي تشمل الذبح والقطع والجلد والرجم، والسماح بنكاح الطفلات، وضرب الزوجات، وتجارة البشر في الأسواق مثل البهائم، بالإضافة إلى التشريعات الجائرة ضد أهل الأديان الأخرى، فإن لم يقتلوا أو يتم اغتصابهم أو بيعهم بالأسواق، فتكون ديتهم النصف من المسلم لو تم قتلهم، ولا تم قتل المسلم قصاصا بمسيحي أو يهودي، كما لا تقبل شهادتهم ضد المسلم..إلخ..
----------------------

أما عن نسبة 1%، ولو سلمنا بكلامك، فأولا من معرفتنا بالنصوص والتاريخ يمكن القول أن تلك النسبة هي التي تطبق الإسلام بشكل مخلص وحقيقي وتحيي الركن الأهم منه وهو الجهاد..

وثانيا فإن تلك النسبة تكفي تماما لجعل الدين كله ساحة مرعبة..


إذ تخيل طريقا كبيرا تسير به ألف سيارة، ثم هناك عشر سيارات يقودها مجانين، كيف تتصور شكل الشارع كله بعد دقائق من القيادة؟

أو تخيل أن أدعوك إلى حضور مباراة كرة قدم بها جمهور تعداده مائة ألف شخص، ثم أخبرك أن بين الجمهور ألف مجرم قاتل إرهابي (فقط!) لن يتورع كل منهم عن ذبحك لو رآك، فهل ستقبل الحضور وتعتبرها مباراة آمنة، بحجة أن 99% من الحضور هم قوم مسالمون؟

لا أعتقد، إذ أن نسبة 1% من المجرمين في مكان ما، هي نسبة مخيفة وكافية جدا لتحويل الساحة إلى جحيم..


ولو نظرنا إلى أي نظام إجرامي، مثل النازية الهتلرية، فكم تتصور نسبة الذين ارتكبوا جرائم فعلية من النازيين؟ أتصورهم أقل من 1%، ربما القادة وبعض التابعين فقط، هم من قاموا بالقتل والتعذيب والظلم، بينما البقية اكتفت بالتشجيع والتأييد أو حتى الصمت..
وهذا يقودني إلى النقطة التالية: لو كان 1% من المسلمين إرهابيين، والبقية ترفض ذلك الإرهاب وتقاومه، لهانت المسألة، ولكن هذا غير متوفر مع الأسف، حيث لدينا ما سلمنا جدلا أنه 1% من الإرهابيين بمعنى الذين ينخرطون بشكل مباشر في قتال أو تنظيم جهادي أو أعمال عنف وتحريض، ولكن كما يشير سام هاريس فحول هؤلاء تكمن دائرة أوسع من المسلمين، هم المشايخ الذين يصدرون الفتاوى الداعشية المؤيدة للقتل والتفجير والذبح والحرق، والمتدينين الذين يتبنون ذلك الفكر ولا تسمح ظروفهم بالسفر وممارسة الجهاد فعليا، ثم هناك دائرة أوسع من عوام المسلمين الذين لايمارسون الإرهاب ولا يصدرون الفتاوى ولكنهم يتعاطفون مع ممارسات الإرهابيين ويرددون الأدعية الإرهابية خلف الإمام، وإن لم يجرؤوا على الذهاب إلى الجهاد بأنفسهم، وأخيرا - بالطبع- هناك المسلمون المسالمون أو الرافضون للإرهاب..


ثم أذكر بأن الإرهاب لا يعني فقط القتل والتفجير والذبح، وإنما هناك أنواع أخرى من الإرهاب الأصغر، تتجلى في اضطهاد نصف المجتمع وهن النساء، مثل تزويج الصغيرات أو ضرب الزوجات أو فرض الحجاب على البنات والأخوات، كما تتجلى في النظرة الدونية تجاه الجار المسيحي والتعامل معه بشكل عدواني، أو حتى المطالبة بقتل المثلي والمرتد، والتدخل الحشري في حياة الناس وخصوصياتهم، وكراهية الحرية والفنون والحضارة بأنواعها، ذلك الإرهاب الذي نراه في إعلامنا وشوارعنا كل يوم..

 الخلاصة أن المشكلة أكبر كثيرا من مجرد نسبة 1% من الإرهابيين يتم تعميم حكمهم على بقية المسلمين، وإنما المشكلة أننا بالفعل أمام دين وفكر وتراث إرهابي، يؤثر بالملايين بدرجات مختلفة، ولا يتم تجنب تأثيره الكارثي إلا نشر التعليم والثقافة والفنون العلمانية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق