الاثنين، 1 أبريل 2019

رجل القش الإسلام



من أساليب الترقيع الإسلامي هي ممارسة نوع معين من مغالطة "رجل القش" بكل فجاجة، وملخصها أنه حين يطرح خصمك حجة معينة وتعجز أنت عن الرد عليها، فلا يعود أمامك إلا أن تخترع حجة أخرى جديدة - لم يقل بها الخصم- ومن ثم ترد عليها وكأنها هي الحجة الأصلية..


في تلك الحالة فإن رجل القش هو نفس التهمة ولكن بعد تحويرها وتضخيمها إلى درجة غير معقولة، ثم تصور أن نفي النسخة المشوهة - التي لم يقل بها أحد- هو رد على النسخة الحقيقية الأصلية..

  
سأكتفي بمثالين مشهورين:
الأول عن الغزوات والمظالم الإسلامية تجاه الشعوب المغزوة ، يقول المرقع المسلم:
الإسلام بريء، والدليل: انظروا، فالأقليات ماتزال تعيش بأمان في ديارنا التي غزوناها، أي أن الإسلام دين رحمة فقط لأنه لم يقم بقتل جميع الشعوب التي غزاها..

ولكن هل ادعى أحد أن الإسلام فعل ذلك، حتى تنكروه؟


وهل الظلم والقسوة والتعدي تكون فقط بالإبادة الجماعية لكل فرد من الشعوب المغزوة، وأما لو بقي بعضهم حيا فهنا يكون الغازي مثالا للرحمة والعدل؟!


وفي تلك الحالة يكون الإحتلال الإنجليزي والفرنسي للشعوب العربية - بل والإسرائيلي لفلسطين- هو احتلال عظيم رحيم، بدليل أنه أبقى على السكان في تلك البلاد أحياء - فياله من منطق معوج سقيم!


بالطبع فإن المسلمين حين دخلوا البلاد غزاة لم يقوموا بإبادة أهلها، وأكثر المحتلين لا يفعلون ذلك، ببساطة لأنه لا حاجة لهم بذلك، فالإستعمار يقوم على استغلال الشعوب والإستفادة من خيراتها، بدلا من إبادتها عن بكرة أبيها..


فلو كان العرب قد قتلوا الشعوب في الشام والعراق ومصر وغيرها، فمن كان سيزرع الأرض ويدفع الخراج للسيد العربي؟ من أين كان سيحصل الحكام على عبيد وجواري وعمال سخرة يبنون ويحفرون ويخدمون؟ في تلك الحالة كان الصحابة الكرام سيضطرون للعمل بأيديهم- حاشا لله- وهو طبعا أمر لا يليق بسيد الحرب المجاهد..


-----------------------------------------------
أما الترقيع الثاني الذي نسمعه فهو عن حد الردة، حيث يقال: يا شباب لا تظلموا الإسلام فهو ليس ضد الحرية، إذ نحن لا نقتل المرتد بمجرد تركه للدين، وإنما نقتله فقط لو أنه أعلن عن ذلك الترك وانتقد الإسلام..


أما لو احتفظ برأيه لنفسه فلن نقتله..


أي: أننا لا نقوم بقراءة ما بداخل عقول الناس ومن ثم محاسبتهم عليها - هل رأيتم رحمة وفضل أعظم من ذلك؟!

تتكلموا جد؟

على أساس أن أكثر الأنظمة بطشا في التاريخ كانت تحاسب الناس على أفكارهم وإن لم يتفوهوا بها؟! وعلى أساس أن هذا ممكن أصلا؟!

وعلى أساس أن "حرية الفكر" يقصد بها حرية التفكير الداخلي، وليس حرية التعبير والكلام والنقد والنقاش.. ومن ثم، حسب هذا التعريف الأبله، يكون الإسلام مؤيد لحرية الفكر؟!

فهكذا يعمل عقل المرقع المسلم: لو اتهموك بتهمة معينة لا يمكنك التملص منها، فما عليك إلا أن تبالغ في تلك التهمة بشكل كاريكاتوري، ومن ثم تنفي المبالغة، وتظن أنك نفيت التهمة نفسها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق