يحق للمسلم أن يحاول تبرير قصة محمد وزينب وأن لا يشعر بالحرج منها،
ولكن المؤكد أن محمدا نفسه شعر بالحرج منها، حتى خشي الناس وكلامهم في حقه..
(وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ) الأحزاب 37..
ومن تفسير القرطبي لسورة الأحزاب نجد عدة مواقف تستدعي الحرج لأي شخص يستحي أو يخجل، لأنها أحداث تليق بفيلم بورنو، لا بسيرة نبي أو أب أو إنسان..
أنقل:
(زوّج النبيّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حيناً، ثم إنه عليه السلام أتى زيداً يوماً يطلبه، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتمّ نساء قريش، فهوِيَها وقال: "سبحان الله مقلّبِ القلوب"! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطِن زيد فقال: يا رسول الله، ائذن لي في طلاقها).
(وقيل: إن الله بعث ريحاً فرفعت الستر وزينب مُتَفَضِّلة في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لما جاء يطلب زيداً، فجاء زيد فأخبرته بذلك، فوقع في نفس زيد أن يطلقها").
(ولما أعلمه الله بذلك دخل عليها بغير إذن، ولا تجديد عقد ولا تقرير صداق، ولا شيء مما يكون شرطاً في حقوقنا ومشروعاً لنا.
وهذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم، التي لا يشاركه فيها أحد بإجماع من المسلمين).
ونلاحظ أن جميع تلك المواقف المخجلة تم نسبتها لخالق الكون، فهو الذي أمر بتزويج زينب من زيد، وربما هو الذي وضع الكراهية بينهما، وهو الذي ألقى محبة زينب في قلب محمد حين رآها متعرية، بل وهو الذي أرسل الريح لترفع الستر وتعري الزوجة، فهو الذي قلّب قلب نبيه، وأخيرا هو الذي زوجها لمحمد..
ومن مجمع الزوائد للهيثمي نقرأ زينب تحكي كيف دخل عليها محمد (فلما انقضت عدتي ، لم أعلم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل علي وأنا مكشوفة الشعر ، فقلت : إنه أمر من السماء ، فقلت : يا رسول الله ، بلا خطبة ولا شهادة ؟ فقال : " الله المزوج ، وجبريل الشاهد).
وفي صحيح البخاري ومسلم نقرأ حديثا لمحمد يحذر فيه الرجال من الدخول على زوجات أقربائهم، ويركز تركيزا شديدا على أب الزوج، فيقول (عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت)..
بالطبع، فرسول الله هو أخبر الناس بالفتن التي تنتج عن دخول الأب على زوجة ابنه في غيابه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق