الاثنين، 1 أبريل 2019

لماذا محمد لم يدع الألوهية؟





يسأل بعضهم: إن كان محمد كذابا طامعا كما تقولون، فلماذا لم يدع الألوهية لنفسه؟
-----------------
1- ولكن لماذا يفعل ذلك؟ ما هي الفوائد التي حرمتها منه النبوة، وكانت الألوهية ستوفرها له؟

الرجل حصل على كل شيء يتمناه زعيم قبيلة في ذاك الزمن، سلطة ومال وجنس..
وكان يتحدث بإسم الإله، ويحصل على الطاعة من أتباعه كاملة..
-----------------
2- من قال أن الناس كانت ستقبل منه دعوة الألوهية؟ وهل صدقوا نبوته بسهولة حتى يفترض هو أنهم سيصدقوا ألوهيته؟

هو كان يتحرك في محيط معين، وكان يخاطب قوما يؤمنون بأن الإله عالي مختفي في السماء، حتى أنهم كانوا يتواصلون معه عن طريق وسطاء شفعاء..

فلم يكن معتادا أو مقبولا لديهم أن الإله ينزل للتحدث مع البشر.. حتى أنهم (عرب قريش) رفضوا المسيحية وكانوا أكثر احتراما لليهودية..

أما المسيحيون العرب فكانوا يؤمنون بتجسد إله وحيد هو يسوع، جاء فصلب ليخلص البشر، فلم يكن لديهم مكان لنزول آخر للإله..

إن كان ادعاء النبوة له صعوبات ومتطلبات، فهل يوجد شك أن ادعاء الألوهية أكثر صعوبة؟
-----------------
3- أليس من الواضح أن النبوة موقف أفضل من الألوهية، في حالة الخطأ أو التقصير أو الشهوات؟

فحين ادعى محمد النبوة طالبه خصومه بأن يأتيهم بآية، ففشل في ذلك، وكانت الحجة دائما أن الله لم يأذن بعد..

وحين تعرض إلى الإستهزاء والإهانة في حالات عديدة، فكيف كان يمكن تبرير ذلك في ظل الألوهية؟

هذا دين ينفي ألوهية يسوع، بحجة أنه يأكل الطعام وأنه ضرب وأهين ومات.. فهل كان يمكن لمحمد أن يدعي الألوهية وهو يتعرض لنفس الأمور؟

وفي غزوة أحد حين حوصر محمد وتعرض لإصابة ووقع مغشيا عليه، بأي منطق كان سيمكنه ادعاء الألوهية هنا؟

وفي كثرة زيجاته، واشتهاءه طفلة، واشتهاءه زوجة ابنه بالتبني، وفي موت أولاده الذكور.. هي أمور لا تليق بالإله..

وفي عدم علمه بالغيب، وفي تراجعه عن كثير من وعوده..

في كثير من تلك الأمور،لم يكن من المعقول نسبتها للإله..

ولكن كان من الممكن أن يتم تفسيرها بأنها من قبيل التدبير الإلهي، فالله هو الذي منع المعجزات عن محمد، وذلك بسبب تكذيب الأولين بها..

والله هو الذي سمح بهزيمة نبيه، على سبيل العقاب، لأن المؤمنين عصوا الأوامر وطمعوا في الغنيمة..

والله هو الذي زوج محمد بجميع نسائه واحدة واحدة، عن طريق جبريل، وهنا لا يكون لمحمد أي ذنب في المسألة..

حتى نقرأ في أحد التفاسير (القرطبي) أن الله هو من أرسل رياحا تزيح الستر عن زينب وهي متعرية، حتى يراها محمد ويقع في حبها، وهي زوجة ابنه بالتبني..

والله هو من بدل أحكامه نسخا، في حالات عديدة..

والله هو الذي جعل نبيه يرى حلما كاذبا، حين شاهد جيش قريش قليل العدد، بينما تمخضت الظروف عن مواجهة جيش كبير العدد، وكان التبرير أن الله فعل ذلك ليحرض المؤمنين على القتال (سورة الأنفال)..
-----------------
هل باتت الأمور واضحة الآن؟

محمد كان يدرك أن قبول نبوته مسألة صعبة جدا، ولكن المؤكد أن قبول الألوهية شبه مستحيل في قومه..

وهو لم يكن سيستفيد من الألوهية، بأكثر مما استفاد من النبوة..

بل العكس هو الصحيح: إن النبوة أفادته أكثر من الألوهية، خاصة في حالات الوقوع في الخطأ أو الشهوة أو التقصير، ففي كل الحالات كان المخرج عن طريق التحجج بالإله، والذي - بالطبع- لم يكن موجودا بين القوم ليؤكد أو ينفي ما قاله محمد بإسمه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق