الاثنين، 1 أبريل 2019

يسوع ومغالطة الخطيئة





(من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)

بغض النظر أن القصة يبدو أنها مضافة لا وجود لها بالمخطوطات الأقدم للأناجيل..

لكن ما يدهشني هو تفاخر البعض بها وكأنها تعبير عن التسامح والمحبة اليسوعية،
وحتى الآن مازلت غير قادر على فهم المغزى العظيم من القصة: الزنا جريمة حسب العهد القديم، ويسوع أعلن إيمانه الكبير بوصايا الكتاب، بل بالغ عليها إذ حذر ليس من الزنا وإنما من مجرد النظرة الشهوانية، ففي رأيه ماذا كان المطلوب من الكهنة أن يفعلوا؟!

هل يتركوا الزناة دون عقاب؟ وهل ينطبق ذلك على الزنا فقط (حينها يكون يسوع تقدميا يؤيد الحرية الجنسية) أم ينطبق على كل الجرائم؟

وأي منطق في القول بأنه لكي تعاقب مجرما لابد أنت أن تكون بلا خطيئة؟ لو طبقنا هذا الخرف فيجب إلغاء الشرطة والمحاكم والقضاء بالكامل..

وهنا أتخيل سفاحا يقتل ويسرق ويغتصب، فيأتيه شرطي يقبض عليه، فيظهر يسوع من العدم ويقول للشرطي: انتظر لحظة، هل أنت بلا خطيئة؟ فيصمت الشرطي ليفكر: في الحقيقة لقد نظرت أمس إلى امرأة جميلة عابرة بالطريق، ثم أنني مارست النميمة وتكلمت عن صديق لي بالسوء.. فيرد يسوع: أوبس، يبدو إنك مخطئ مثله، ثم يلتفت نحو السفاح بابتسامته الوديعة قائلا "اذهب ولكن لا تذبح أحدا مرة أخرى"..

بشكل عام، أجد أن كل تعاليم يسوع ومواقفه بالأناجيل تقريبا لا تتسم بأي منطق أو عملية، ولا تهدف إلا إلى جذب الإنتباه على طريقة "خالف تعرف"، فهو يعاند الكهنة ويشهر نفسه بأي ثمن، ولو أن تلك التعاليم طبقت اليوم - من أول إدارة الخد للضاربين، حتى الإمتناع عن غسل اليدين قبل الأكل - فلن تؤدي إلا إلى كوارث وتفسخ اجتماعي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق