الاثنين، 1 أبريل 2019

عن الإزعاج العلمي



يبدو أن الطريقة الصحيحة لظهور الإعجازات العلمية في القرآن - كما تعلمنا الصفحات والمواقع الإسلامية - هي أن يجتمع العلماء ليس لإيجاد إعجاز بالقرآن، نو، وإنما لإيجاد خطأ في القرآن..

حيث غالبا تبدأ القصة "اجتمع علماء الغرب ليجدوا خطأ واحد في القرآن.." ثم تحدث المفاجأة وتظهر الإعجازات ويمر اليهود ويجهشون بالبكاء ويسلمون..


هذه الصورة تجبرني على تخيل كبار علماء أمريكا وأوروبا وربما روسيا والصين واستراليا يجتمعون في قبو مغلق تحت الأرض يكمن تحت روما أو حتى إسرائيل، فيجلسون حول مائدة كبيرة، وفوق رؤوسهم شعار الماسونية الغامض البرجل وحرف الجي، وتحته صليب مسيحي، ونجمة داود سداسية يهودية، ونجمة الشيطان الخماسية، وصليب آخر معقوف نازي، ومطرقة ومنجل شيوعيين،
وفي الخلفية يتردد نشيد المؤامرة بصوت مؤثر يقول:
شيوعون، جذرا من يهود - صليبيون، في لؤم الذئاب،
تفرق شملهم إلا علينا - فصرنا كالفريسة للكلاب..


ثم يقوم رئيس المجلس بإحضار مصحفا كبيرا، ويبدأ في تلاوة أول آية بعربية ركيكة: يا أيوها اللذينا آمنو أوفو بالعوقود أحلت لكوم باهيمت الأنعام إلا ما يوتلا عليكم غير موحلي الصيد وأنتم حوروم.."


ويرفع رأسه إلى الحضور سائلا: هل يجد أحدهم خطأ في تلك الآية؟
فيرد أحد علماء المايكروبيولوجي الكنديين : لا أرى خطأ محدد هنا، الآية تبدو لي متسقة منطقيا وعلميا..


ويعلق أحد جراحي المخ والأعصاب النرويجيين : على العكس، فإن الآية تبدو لي معجزة بلاغيا..


فيضيف أحد علماء الذكاء الصناعي الأمريكيين من أصل ياباني: بل إنها تحتوي معارف علمية مبهرة لم نصل إليها بعد..

وهنا يتنحنح أحد علماء ناسا في حرج، ويسأل رئيس الجلسة: هل يمكنني الإنصراف باكرا اليوم؟ لدينا مشروع إطلاق مكوك فضائي خطير اقترب وقته، وأنا مدير المشروع..


فيقطب بوجهه رئيس المجلس، الذي يبدو مخيفا وشعار الماسونية كامن فوق رأسه مباشرة، ويسأل العالم: يا أخ جونسون، هل تعتقد أن مشروعكم أهم من إيجاد خطأ واحد بالقرآن؟!

فيرتبك جونسون: لم أقل هذا سيدي وإنما..

فيكمل الرئيس بصرامة : قل لي، هل جئنا اليوم لنتآمر على الإسلام الذي نعلم بداخلنا أنه دين الحق، أم جئنا لنلعب؟!

فيغمغم جونسون مطرقا رأسه للأسفل: بل لنتآمر على دين الحق سيدي، تقبل اعتذاري..


فيختم الرئيس: إذن لنكمل مؤامرتنا كما ينبغي..


ويرفع رأسه إلى الحضور مكملا: والآن لنتلو بعض الآيات من سورة الماعون، فقد سمعت أن بها خطأ لغوي، وأتمنى من قلبي أن لا نجد بها مزيدا من الإعجازات العلمية المبهرة كما يحدث في كل مرة، فيفضح الله كيد مؤامرتنا ونصبح أضحوكة عند الصفحات الإسلامية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق