الجمعة، 1 مارس 2019

مقدمة إلى الكتاب المقدس






لعله أكثر الكتب تأثيرا في تاريخ البشرية، وأوسعها انتشارا وقراءة وترجمة..

هو اسم جامع لمجموعة كتب (أسفار)، تم تدوينها على مدار قرون كثيرة، وبأيدي عدة كتاب في أزمنة وأماكن مختلفة، يقدسها في المجمل المسيحيون - ويقدس نصفها اليهود- باعتبارها وحي إلهي..

الكتاب المقدس ينقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:
1- الكتاب المقدس اليهودي (يسميه المسيحيون العهد القديم)،
و2- الكتاب المقدس المسيحي (يسميه المسيحيون العهد الجديد)..
----------------------------------------

أولا: الكتاب المقدس العبري..
هو الكتاب المقدس عند اليهود، كما يقدسه المسيحيون أيضا إلى جوار العهد الجديد المسيحي، مع بعض الإختلافات بين الطوائف، ويتكون من 24 إلى 39 سفر (حسب التقسيمات المختلفة)..

والكتاب يركز على تاريخ شعب إسرائيل وتراثهم وعقيدتهم، وأحيانا يتم تصنيف أسفاره إلى ثلاث مجموعات: أسفار التوراة والنبيين والكتب، وبأخذ الأحرف الأولى من كل مجموعة يشتهر الكتاب المقدس أيضا بإسم "تا- نا- ك" أو تاناخ..
----------------------------------------

لنبدأ بسرد الترتيب الزمني لأحداث التاناخ الرئيسية، مع ملاحظة أن التواريخ كلها تقريبية، وأن الأحداث مذكورة كما وردت بالكتاب، بغض النظر عن المصداقية التاريخية:

خلق الكون والإنسان - 4000 ق.م
الطوفان - 2500 ق.م
إبراهيم- 2100 ق.م
دخول العبرانيين إلى مصر - 1800 ق.م
قصة موسى والخروج من مصر - 1450 إلى 1400 ق.م
دخول فلسطين وبدء مرحلة القضاة - 1400 إلى 1000 ق.م
مملكة داود وسليمان - 1000 إلى 930 ق.م

انقسام المملكة إلى مملكتين، إسرائيل وعاصمتها السامرة، ويهوذا وعاصمتها القدس - 930 إلى 722 ق.م

الأشوريون بقيادة سنحريب يقومون بغزو المملكة الشمالية، وتنجو القدس من الحصار - 722 ق.م

تحتفظ المملكة الجنوبية بفترة من الإستقلال والقوة تصل إلى ذورتها في زمن الملك يوشيا - 600 ق.م

تصعد بابل ويقومون أخيرا بغزو القدس بقيادة نبوخذ نصر، ويحدث السبي - 586 ق.م

الفرس يحكمون المنطقة ويسمحون لليهود بالعودة وإعادة بناء المعبد (الهيكل الثاني) - منذ 539 ق.م
----------------------------------------

أ - التوراة..
اسم يطلق على الأسفار الخمسة الأولى من التاناخ، والتي يؤمن اليهود والمسيحيون التقليديين أنها أنزلت على النبي موسى في سيناء، نحو عام 1400 قبل الميلاد، وهي بالترتيب : سفر تكوين، خروج، لاويين، عدد، تثنية.. الأول يحكي تاريخ الخلق وأجداد الشعب، والأربعة الباقون يحكون قصة الخلاص الموسوي والوحي والشريعة..

ب - الأنبياء..
تتكون من مجموعة تسمى أنبياء مبكرين (هي أسفار: يشوع، قضاة، صموئيل، وسفر الملوك)، وأنبياء متأخرين (وهي: إشعياء، إرميا، حزقيال، بالإضافة إلى سفر رابع يضم الإثني عشر نبيا الصغار، وهم: هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا، ملاخي)..

ج - الكتابات..
يتم تقسيمها إلى الكتب الشعرية (مزامير، أمثال، أيوب) والمخطوطات (نشيد الإنشاد، راعوث، مراثي إرميا، الجامعة، إستير) والنبوءات (دانيال) والتاريخية (عزرا، نحميا، أخبار الأيام)..

الأسفار القانونية الثانية..
إضافة لما سبق، فهناك ما يسمى "الأسفار القانونية الثانية"، وهي أسفار تقبلها بعض الطوائف المسيحية وتضمها إلى الكتاب المقدس (الكاثوليك والأرثوذوكس)، بينما يرفضها البروتستانت، وكذلك اليهود لا يقبلونها.. وهي سفر طوبيت، يهوديت، المكابيين الأول والثاني، الحكمة، يشوع بن سيراخ، باروخ، وتتمة سفر إستير، وتتمة سفر دانيال، ومزمور 151)..
----------------------------------------

وفيما يلي نبذة عن كل سفر، بالترتيب، مع ملاحظة أن تاريخ السفر المذكور، أو اسم النبي المنسوب له كتابته، هو حسب الإيمان الديني التقليدي، بعيدا عن رأي الباحثين والمؤرخين والذي يكون مختلفا بطبيعة الحال..

1- سفر التكوين : يبدأ السفر بخلق الله للسماوات والأرض، وقصة آدم وحواء الشهيرة، ثم تأتي قصص طوفان نوح وبرج بابل، ثم ظهور الأنبياء المسمون "الآباء" أو "البطاركة"، ويسرد الأنساب المختلفة لشعوب المنطقة، مركزا على أجداد الشعب الإسرائيلي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف، الذين منحهم الله وعدا بالحصول على أرض كنعان، وفي نهاية السفر يقوم أبناء يعقوب (إسرائيل) وأولاده (أسباط بني إسرائيل) بمغادرة كنعان للذهاب إلى مصر فرارا من المجاعة..

2- سفر الخروج: يبدأ بموت يوسف، وبداية اضطهاد العبرانيين في مصر لأكثر من أربعمائة سنة، ثم يدور السفر حول قصة موسى وصراعه مع فرعون وقيادته للشعب للخروج من مصر عبر سيناء، حيث يكشف الله\يهوه لهم عن اسمه، ويعطيهم عهده وشريعته، وينزل عليهم التوراة، ويأمرهم بعدم التوجه إلى أي إله سواه، كما يحكي السفر عن خرقهم للعهد وعبادتهم للعجل الذهبي..

3- سفر اللاويين: الإسم منسوب لجماعة الكهنة اليهود، الذين هم من سبط "لاوي" (أحد أبناء يعقوب)، ويتضمن السفر تشريعات دينية مفصلة لليهود عن الطقوس والطهارة والذبح والأكل الحلال والأضحيات والقرابين..

4- سفر العدد: يتناول رحلة الشعب الإسرائيلي من سيناء وحتى حدود كنعان، حيث عصوا الله فحكم عليهم بالتيه لمدة أربعين سنة في الصحراء، ومصدر الإسم أن الله هنا يأمر موسى بإجراء إحصاء (عد) لأفراد الشعب القادرين على حمل السلاح..

5- سفر التثنية: هي مجموعة خطب ألقاها موسى على الشعب قبل دخول كنعان، ومصدر الإسم من التكرار، لأن موسى قام بتكرار سرد الشرائع مرة "ثانية" على الشعب، مذكرا إياهم بعهد الله، وينتهي السفر بموت موسى واستخلاف يشوع للقيادة، وسماح الله لليهود بدخول أرض كنعان، وبدء الغزو..

6- سفر يشوع: يبدأ بعد موت موسى واستخلاف تلميذه يشوع، ويغطي السفر الحملات العسكرية التي قادها الإسرائيليون إلى كنعان، وحروبهم وانتصاراتهم ضد خصومهم، وتقسيم الأرض بين قبائل الأسباط الإثني عشر..

7- قضاة: أخيرا يستقر الإسرائيليون في الأرض الموعودة، وتبدأ مرحلة تعرف بحكم القضاة، حيث لم يكونوا مملكة بعد، ويحتوي السفر على عدة قصص متنوعة، أبطالها جدعون وشمشون وغيرهما، تحكي عن مغامرات ومناوشات ضد أعداء اليهود..

8- راعوث: يحكي قصة راعوث المؤابية، والتي اعتنقت اليهودية وصارت منتمية إلى إسرائيل، والتي سيأتي داود من سلالتها..

9- صموئيل أول، و10- صموئيل ثاني: يحكي عن رغبة الشعب في أن يكون له ملك، ويقوم النبي صموئيل بانتداب شاؤل لتلك المهمة، ليصبح أول ملك لإسرائيل، ولكن شاؤل يثبت عدم جدارته وينتقل المنصب إلى داود، الذي يهزم أعداء إسرائيل ويؤسس القدس..

11- ملوك أول، و12 - ملوك ثاني: يحكي عن موت داود واستخلاف سليمان، الذي يمثل ذروة المجد للمملكة، ثم بعد وفاة سليمان يحكم ابنه رحبعام، فتثور ضده عشرة من القبائل الإسرائيلية الإثني عشر، وينتج عن ذلك انقسام الدولة إلى مملكتين، إسرائيل الشمالية ويحكمها يربعام الذي سيروج للوثنية مرة أخرى، ويهوذا الجنوبية ويحكمها رحبعام ابن سليمان، ومن ثم يتوالى الملوك على المملكتين، بعضهم مخلص للرب وأكثرهم ليسوا كذلك، حتى يحدث التشتيت لأهل الدولتين تباعا..

13- أخبار أيام أول، و14- أخبار أيام ثاني: يتضمن إعادة سرد للتاريخ منذ البداية، فيحكي عن قصة آدم ثم الطوفان وصولا إلى مرحلة شاؤل وداود وسليمان، ويختم الجزء الأخير بدمار القدس وحدوث السبي، وفي الآيات الأخيرة يظهر الفرس على الساحة سامحين لليهود بالعودة وبناء الهيكل..

15- عزرا، و16- نحميا: يلهم الله الملك الفارسي قورش لأن ينتدب قائدا من الشعب الإسرائيلي لأداء ثلاث مهمات: بناء الهيكل الثاني (وهو ما سيشرف عليه زربابل، الحاكم الفارسي ليهوذا) وتطهير الشعب من العادات (خاصة الزواج المختلط، وهو ما سيقوم به عزرا الكاتب)، وبناء سور حول القدس (وهي مهمة نحميا)..

17- طوبيا: تجري أحداثه بعد ترحيل سنحريب الأشوري لسكان إسرائيل الشمالية بعد الغزو، ويحكي قصة طوبيا المخلص الذي رفض عبادة العجل الذهبي الذي وضع أساسها ملك إسرائيل يربعام، وكان حريصا على توفير دفن لائق للإسرائيليين ضحايا الغزو الأشوري..

18- يهوديت: تجري الأحداث أثناء حصار الأشوريين لليهود، ويدور حول الأرملة الجميلة والذكية، يهوديت، والتي تنقذ قومها من الحصار الأشوري عن طريق اكتساب ثقة القائد الأشوري ثم الدخول إلى خيمته وقتله، مما يؤدي إلى تفكك الحصار ونجاة المدينة..

19- إستير: يدور حول فتاة يهودية يعجب بها الملك الفارسي وتصير زوجة له، وبعد أن تنقذه- مع ابن عمها موردخاي- من مؤامرة لاغتياله، يعترف الملك بجميلهما ومن ثم يمنع وزيره الشرير هامان مما كان ينويه من قتل جميع اليهود بالإمبراطورية..

20- أيوب: يحكي عن الرجل الصالح الذي يصاب بأوبئة ومصائب ويفقد كل شيء، أبناءه وصحته وممتلكاته، ويجتهد في فهم ما حل به ودور الله في كل ذلك..

21- مزامير: هي مجموعة صلوات وتسابيح شعرية منسوبة تقليديا للنبي داود، تحتوي أدعية ومناجاة وتعبيرات عن المعاناة والأمل في تدخل الله..

22- أمثال: هي مجموعة حكم ومواعظ أخلاقية عن الله والإيمان والتقوى والأخلاق، منسوبة تقليديا لسليمان ابن داود..

23- جامعة: أيضا منسوب لسليمان، وهو خواطر لملك القدس يعبر فيها عن حكمته وخبراته ومعنى الحياة، بشكل فلسفي يبدو أقرب إلى العدمية والكآبة..

24- نشيد الإنشاد: هو سفر مميز في أنه لا يحتوي على تعاليم دينية أو أخلاقية أو حكم أو تشريعات، وإنما يحتوي غزلا بين حبيبين مشتاقين، مع محتوى جنسي واضح، وأيضا نسبه البعض لسليمان..

25- الحكمة: هو سفر موجه للحكام، ويتحدث عن العدالة والحكمة وقدرة الله، وهو كذلك منسوب لسليمان..

26: يشوع بن سيراخ: تعاليم ومواعظ ونصائح أخلاقية منسوبة لابن سيراخ (القرن الثاني ق.م)، عن جوانب متنوعة في الحياة، الآباء والأبناء والأزواج والزوجات والشباب والكبار والأصدقاء والغني والفقير..

27- إشعياء: منسوب تقليديا للنبي إشعياء بن آموص (القرن الثامن ق.م)، ويتناول بعض الأحداث والمعاناة المريرة التي مر بها الشعب على يد أعدائه، ويتنبأ السفر بقدوم العدل والخلاص الإلهي في النهاية، على يد مخلص منتظر ملكي (مسيح)، حيث ستصبح القدس مركز العالم وتأتي الشعوب إليها، ويجدد الله عهده مع الشعب مرة أخرى..

28 - إرميا: منسوب للنبي إرميا (القرن السابع والسادس ق.م)، ويدور في فترة صعود بابل وقيامها بغزو القدس، وبدء مرحلة السبي، ويتضمن السفر حديثا لإرميا عن نفسه ووحيه ورسالته، كما يتضمن أشعار وتنبؤات ومواعظ عن عهد الله مع الشعب..

29 - مراثي إرميا: مجموعة أشعار تتركز حول دمار مدينة القدس..

30- نبوة باروخ: باروخ ابن نيريا كان من رفاق النبي إرميا، حيث أرسله الأخير إلى بابل برسالة إلى اليهود المسببين هناك، ويحتوي السفر على حكم ومواعظ وتأملات في الدين والتاريخ اليهودي، وهو موجه إلى الإسرائيليين العائشين في الشتات..

31 - حزقيال: النبي حزقيال (القرن السادس ق.م) كان أحد المسبيين إلى بابل، ويحتوي السفر رؤيا جاء الله فيها إلى حزقيال، لينبئه بدمار القدس، ويبشره بأنها سوف تبنى من جديد، وسوف يتم جمع الشعب فيها ومباركته من جديد..

32- دانيال: هو سفر أخروي، منسوب تقليديا للنبي دانيال (الذي كان أيضا ضمن اليهود المسبيين)، ويحكي عن مجموعة أحلام (يراها نبوخذ نصر، ودانيال نفسه) ترمز إلى الممالك المتعاقبة التي تحارب بعضها البعض، وتنتهي الأحلام بنبوءة عن قدوم ملاك من السماء ليعلن انتهاء معاناة الشعب، وقرب الخلاص عن طريق مملكة الرب الآتية..

33- هوشع: يحكي قصة هوشع، وهو نبي من القرن الثامن، كان يتجول ليبشر في مملكة إسرائيل الشمالية، محذرا من عبادة الآلهة الوثنية وداعيا إلى عبادة يهوه وحده..

34- يوئيل: كتاب غامض لنبي غامض، يحكي عن كوارث وأسراب جراد وجفاف، ربما بشكل رمزي، وفي النهاية يحذر من غضب الرب ويبشر بقدوم العدل في النهاية وإعادة البركة للشعب..

35- عاموس: يحكي عن نبي آخر كان نشطا في المملكة الشمالية بالقرن الثامن ق.م، وتركزت دعوته حول التوحيد وقدرة الله والعدالة الإجتماعية..

36- عوبديا: هو نبي يفترض أنه عاش فترة السبي، ويدور السفر حول توقع هلاك مملكة إدوم، التي ساعدت البابليين على غزو ونهب القدس..

37- يونان: يحكي عن النبي يونان (القرن الثامن ق.م) الذي يأمره الله بالذهاب إلى مدينة نينوى بالعراق ليحذرهم ويأمرهم بالإمتناع عن شرورهم، ولكن يونان يحاول الهروب من تلك المهمة، فتأتي عاصفة على سفينته وينتهي به الأمر في بطن سمكة عملاقة لثلاثة أيام، ولكنه يتوب فينجيبه الله، ويعود لتحذير نينوى، فتنجو بدورها من عقاب الله..

38- ميخا: يحكي عن نبي من المملكة الجنوبية، القرن الثامن ق.م، وفيه يحذر ميخا الحكام الظالمين، ويدافع عن حقوق الفقراء والمظلومين، ويبشر بقدوم مملكة الرب تحت قيادة المخلص القادم..

39- ناحوم: نبي آخر من المملكة الجنوبية، القرن الثامن أو السابع ق.م، وفي السفر يتنبأ بدمار نينوى، عاصمة المملكة الأشورية القوية، بعد تحذير يونان السابق..

40- حبقوق: نبي من القدس أواخر القرن السابع ق.م، ويتضمن السفر جدالا بين الله وبين حبقوق حول حكمة الله ووحيه وعدله والمظالم التي وقعت على الشعب..

41- صفنيا: نبي من القدس في زمن يوشيا (600 ق.م)، ويدور السفر حول نبوءة خراب القدس، ثم مجيء يوم الرب ونزول العقوبات على الشعوب المعادية ليهوذا، وحلول العدل مع أنشودة احتفالية..

42- حجي: نبي عاش في زمن ما بعد السبي وإعادة بناء الهيكل (520 ق.م)، ويتضمن حثا للشعب على الإسراع ببناء الهيكل، مع نبوءات بهلاك الممالك المحيطة..

43- زكريا: نبي معاصر لحجي، في زمن الفرس، والسفر يركز على العودة من السبي، ويتضمن رؤى وتشجيع وتنبؤات مستقبلية متفاءلة عن قدوم المسيح وتحقيق مملكة الرب..

44- ملاخي: نبي من مرحلة ما بعد السبي، القرن الخامس ق.م، ويتضمن السفر خطابا صارما للشعب والكهنة، يسعى لتقويم سلوكياتهم، ويذكرهم بمحبة الله وعدالته..

45- مكابيين أول، و46- مكابيين ثاني: يدور حول جماعة المكابيين اليهود الذين قادوا بثورة على حكام سوريا السلوقيين في القرن الثاني ق.م..
----------------------------------------

ثانيا: الكتاب المقدس المسيحي..
أما الجزء الثاني من الكتاب المقدس، فهو العهد الجديد، والذي كتب بعد وفاة يسوع (حوالي 33 ب.م) على فترة تمتد من 50 إلى 100 ب.م، أو بعد ذلك بقليل..

يتكون الكتاب من 27 سفر،
منها 4 أناجيل،
وسفر أعمال الرسل،
و21 رسالة منها 14 لبولس و7 لرسل آخرين،
وأخيرا سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي..

أما الأناجيل الأربعة فهي : 1- إنجيل متى، و2- مرقس، و3- لوقا، و4- يوحنا، والتي تحكي سيرة يسوع المسيح : ولادته - تعميده - محاولة الشيطان إغواؤه - موعظة الجبل - تجلي المسيح - دخوله إلى القدس - العشاء الأخير - تعرض يسوع للخيانة، والقبض عليه، ومحاكمته، وإعدامه - قيامته وصعوه..

حسب النظرة التقليدية فمتى ويوحنا هما من التلاميذ، وأما لوقا فطبيب يوناني وربما كان مصاحبا لبولس، وأما مرقس فربما أيضا كان ممن تحولوا على يد بولس لاحقا.. أما عن الترتيب الزمني فمرقس هو الأقدم، والأخير هو يوحنا، وهو كذلك الأكثر اختلافا عن الثلاثة الآخرين..

5- سفر أعمال الرسل: يفترض البعض أن كاتبه هو لوقا، ويحكي عن كيفية انتشار الدعوة بعد وفاة يسوع ، فيبدأ بذكر ظهوراته بعد الموت للتلاميذ، حيث أمر تلاميذه بنشر كلمته إلى العالم، ويحكي عن معجزات للتلاميذ وعلاقاتهم ونشاطهم، ثم يذكر تحول بولس من العداء للمسيحيين إلى اعتناق المسيحية بعد ظهور يسوع له، ويكمل الحديث عن تأسيس الجماعة الدينية الأولى (الكنيسة) ونشر الإيمان بين اليهود وبين الأغيار..

ثم هناك 14 رسالة منسوبة للرسول بولس، واسمه الحقيقي شاول الطرطوسي، وهو مواطن روماني لكن بنفس الوقت من أصل يهودي ويبدو أنه دارس للكتاب المقدس، ولم يذكر أبدا أنه التقى بيسوع أو عرفه، ولاحقا حين ظهرت الحركة المسيحية اعتبرها حركة ضد اليهودية وحاربها واضطهد أتباعها بنفسه، ثم يحكى أنه ذات يوم كان بطريقه إلى دمشق فظهرت له رؤيا وشاهد نورا من السماء، فاعتبر أنه رأى المسيح، وتحولت حياته تماما، فصار من أتباع المسيحية وأنصارها، وتجول يبشر بأفكاره وتعاليمه، كاتبا تلك الرسائل التي صارت تشكل نصف أسفار العهد الجديد، وهي ترجع زمنيا إلى ما قبل الأناجيل كلها..

من 6 وحتى 19، الرسالة إلى أهل رومية - كورنثوس 1، كورنثوس 2 - غلاطية - افسس - فيلبي - كولوسي - تسالونيكي 1 و2 - تيموثاوس 1 و2 - فيلمون - عبرانيينن..
لا تكاد تحتوي الرسائل شيئا عن حياة يسوع أو أقواله، وإنما تحتوي على سرد شخصي عن بولس وحياته، مع شروحات للعقيدة الإيمانية التي تجعل الخلاص نابعا من تضحية يسوع بالصلب، مع انتقادات للتعاليم الأخرى المخالفة، ومواعظ عن الأخلاق والزواج والجماعة المسيحية (الكنيسة)..

ثم تأتي 7 رسائل أخرى لرسل آخرين:
20- رسالة يعقوب الأولى : منسوبة ليعقوب البار، والذي يقال أنه أخو يسوع المسيح، وتدين الرسالة عدة خطايا مثل الغرور والنفاق، وتشجع المؤمنين على العيش بتواضع وفقا لتعاليم الله، واللافت أنها لا تذكر موت يسوع أو قيامته أو ألوهيته..

21- رسالة بطرس الأول: بطرس هو أحد أهم تلاميذ يسوع، والرسالة موجهة إلى المسيحيين في عدة أماكن، والذين يتعرضون إلى الإضطهاد، تطالبهم بالصبر والتمسك بالإيمان..

22- رسالة بطرس الثانية: في المحتوى والأسلوب مختلفة عن الرسالة الأولى، وتحتوي تأكيدا على القيم المسيحية، وتحذيرا من التعليم المزيفة، وتتضمن إشارات واقتباسات كثيرة من الكتاب العبري (العهد القديم)..

23- رسالة يوحنا الأولى: تقليديا منسوبة إلى يوحنا التلميذ، وهو نفسه كاتب الإنجيل، وتركز الرسالة على مهاجمة جماعة آمنت بأن يسوع لم يأت بجسده وإنما في هيئة روح، وتشرح الرسالة كيف ينبغي معرفة المعلمين الحقيقيين وتمييزهم عن الزائفين..

24- رسالة يوحنا الثانية: الرسالة مكتوبة إلى سيدة ما، وفيها يحذر الكاتب من فتح البيوت أمام المعلمين الزائفين، وينصح بالأخلاق والصدق..

25- رسالة يوحنا الثالثة: رسالة قصيرة إلى شخص يدعى غايس، وتتحدث عن شخص آخر يدعى ديوتريفس يقوم بتبشيرات مضادة منافسة للكنيسة..

26- رسالة يهوذا: منسوبة ليهوذا والذي يحتمل أنه أخ آخر ليسوع، وتطالب الرسالة السامعين بأن يحافظوا على العقيدة، وتحذرهم من المرتدين، وتذكرهم بتدخلات الله كما وردت في الكتاب اليهودي..

27- سفر رؤيا يوحنا : تقليديا منسوب ليوحنا نفسه كاتب الإنجيل وكاتب الرسائل، ويتحدث عن رؤى غريبة تتعلق بالأحداث الأخروية ونهاية الزمان، وتتضمن كائنات مثل الحية والوحش وتنين بسبعة رؤوس، وفي النهاية تترقب عودة يسوع المسيح للمرة الثانية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق