المؤرخ البيزنطي ثيوفانيس (تيوفان) - أوائل القرن التاسع - كتب عن محمد، واصفا إياه بأنه نبي زائف، وقال بأن اليهود في البداية اعتقدوا أن محمدا هو المسيح الموعود لهم، حتى أن عشرة من قادتهم انضموا إليه واعتنقوا دينه، وظلوا معه حتى مقتله(!) ولكنهم حين رأوه يأكل لحم الإبل، أدركوا أنه ليس الشخص الذي ينتظرونه، واحتاروا فيما يجب عمله، ولكنهم خافوا من ترك دينه..
في القرآن نجد ظلالا من هذا الجدل، في لقطتين..
الأولى أن الله حرم على اليهود بعض الأطعمة، بسبب ظلمهم (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) الأنعام 146
والثانية أن الأطعمة في الأصل كانت حلالا، إلا أن إسرائيل (يعقوب) حرم بعض الأطعمة على نفسه (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) آل عمران 93
ونلاحظ ختام الآيتين بالتصديق (إنا لصادقون - إن كنتم صادقين) مما يعكس حالة الجدل الدائرة..
من تفسير الطبري نقرأ أن يعقوب حرم على نفسه أكل الإبل.. وفي تفسير ابن كثير للآية 98 من البقرة نقرأ أن اليهود امتحنوا محمدا قائلين "اخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه"، فأجابهم محمد ("نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا فطال سقمه منه ، فنذر لله نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه ، وكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها؟".. فقالوا : "اللهم نعم")..
الجدير بالذكر أن التوراة تحرم أكل لحم الجمال بشكل واضح (سفر التثنية 14-7 واللاويين 11-4)..
وفي التراث الإسلامي نجد أحاديث (صحيح مسلم وأبو داود والترمذي) أن لحم الإبل ينقض الوضوء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق