هذه واحدة من أغرب الآيات القرآنية، البقرة 213.. جرب أن تقرأها مرتين أو أكثر، والأرجح أنك لن تفهم شيئا..
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
إن كان الناس أمة واحدة فلماذا يرسل الأنبياء؟ ومتى اختلفوا حتى احتاج إلى الحكم بينهم؟ ولماذا تبدو العبارة مضطربة مشوشة يصعب فهمها؟
لكن يظل بإمكاننا استخراج معنى ما من ذلك الركام، مع بعض الإضافات والتبديل:
فمثلا: كان الناس أمة واحدة (..) فبعث الله النبيين..
هنا يمكننا افتراض سقوط كلمة "فاختلفوا" من النص، وهو ما يرد فعلا ببعض القراءات والتفاسير، مما يحسن المعنى قليلا: لقد اختلف الناس بعد توحدهم، فبعث الله الأنبياء لهدايتهم فيما اختلفوا فيه، لا بأس..
أما عن المقطع الثاني: وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات.. هل هذه عبارة طبيعية واضحة المعنى؟
لكنها يمكن أن تصبح كذلك لو افترضنا أن كلمة "إلا" قد وضعت في غير مكانها، وبذلك يكون الصواب: وما اختلف فيه الذين أوتوه إلا من بعد ما جاءتهم البينات..
والمعنى الأقرب إذن أن الناس كانوا أمة واحدة، فاختلفوا، فبعث الله الأنبياء ومعهم الكتاب، فاختلف فيه الذين أوتوه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق