السبت، 20 يوليو 2019

الله والقتل


من خواطر الله..

خلقت آدم فعصاني، فكان جزاءه الموت.. وبعد فترة انتشر الفساد في الأرض كلها، فكان الحل هو قتل الكوكب كله غرقا بالطوفان..

وحين أردت اختبار إبراهيم أمرته بقتل ابنه..

وبعدها لم يعجبني السلوك الجنسي لقوم لوط فقتلتهم بالنار..

 وأما عاد فعصوا رسولي فقتلتهم جميعا.. ثم إن ثمود قتلوا ناقتي فقررت قتلهم أيضا..

وحين أردت تخليص شعبي المفضل من فرعون قمت بقتل كل طفل بكر مولود بمصر، ثم ختمت القصة بأن قتلت جيش فرعون كله غرقا..

وحين أنزلت أولى رسالاتي حرمت فيها القتل، ولكني جعلت القتل جزاءا للهرطقة وللزنا وللمثلية ولعصيان الآباء وللعمل يوم السبت.. وحين قام بعض اليهود بعبادة العجل عالجت المسألة بطريقتي المعتادة: قتلهم..

وفي حروب الإسرائيليين أمرتهم بقتل كل من يعترض طريقهم: المديانيين والعماليق والكنعانيين وغيرهم..

وبالطبع ظل بعض البشر يرتكبون المعاصي، وكان الحل عندي غالبا هو القتل: لمن يلمس التابوت أو يقوم بالطقوس الخاطئة.. وأما الأخطاء البسيطة فيمكن غفرانها عن طريق قتل بعض الحيوانات التي لا ذنب لها..

وحين راجعت نفسي وقررت فتح صفحة جديدة مع البشر، لم أجد وسيلة لذلك سوى أن أنزل إليهم بنفسي وأجعلهم يقتلونني..

وحين أنزلت ديني الأخير للناس أمرت بقتال الكفار، وقتل القاتل، وقتل المرتد، وقتل الزاني، وقتل من يعترض على محمد، وقتل من يقف في طريق نشر الدعوة، وقتل من يرفض دفع الجزية، بالإضافة إلى قتل الكلاب والوزغ، مع الإستمرار في قتل الحيوانات للأكل في الطقوس والأعياد..
وحين علمت أن البشر مؤخرا بدأوا يفقدون الإيمان بي، ويتخلون عن تطبيق شرائعي، شعرت بالدهشة والحزن من أجلهم، إذ من أين سيستمدون قيمة الحياة والإنسان؟ ومن أين سيحصلون على معاييرهم الأخلاقية؟! وكيف سيمكنهم الإستغناء عن وسائلي العملية والمبدعة في حل جميع أنواع المشاكل؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق