السبت، 20 يوليو 2019

الديني لا يأخذ الغيب بجدية


نعرف أن البلاد الإسلامية يسودها الإيمان بعالم الغيب، والذي هو جزء من الدين الرسمي لتلك البلاد؛ فحكامنا ونخبنا وشعوبنا يؤمنون بوجود السحر والحسد والجن والعفاريت والشياطين والملائكة والمعجزات والكرامات والرؤى..إلخ، ويؤمنون بتأثير تلك الظواهر على حياة البشر..

ولكن يا ترى : لماذا لا يتم قبول ذلك بشكل حقيقي وشامل، في الحياة وفي المحاكم؟

مثال: فتاة صغيرة أخبرت والديها أنها حامل، ولكن ليس من بشر وإنما من كائن خفي (سواء عفريت شهواني، أو ملاك من الله).. هل سيصدقها أحد؟ غالبا لا، وذلك على الرغم من أن أهلها مؤمنون بقصة مريم وولادة يسوع، كما يقرأون قول القرآن "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" أي أن الله يجعل الفتيات تحملن، كما أن الجان يمارس الجنس مع البشر، فلماذا لا يقبلون قصة ابنتهم؟

مثال آخر: دخلت الشرطة إلى منزل رجل فوجدت زوجته مقتولة ذبحا، ووجدوا بيده سكينا تلطخه الدماء.. فقال لهم أنه بريء، وأن من قتل الزوجة هو شيطان من الجن، ظهر فقتلها، ثم وضع السكين بيده، حتى يبدو كأنه الفاعل.. السؤال: هل ستصدق الشرطة هذا الرجل؟ لا أظن.. رغم إيمانهم بالجن والشياطين وقدرتها على التداخل في حياة الإنسان..

مثال ثالث: شخص قام بجريمة ما (قتل أو سرقة أو اغتصاب).. وعند محاكمته أخبر القاضي أنه لم يكن في وعيه، لأنه مسحور ويتلبسه جن، وبالتالي فهو غير مسئول عن أفعاله.. هل سيصدقه القاضي، على الرغم من أن السحر والجان مذكور في القرآن الذي يؤمن به ذلك القاضي؟

مثال رابع: نجح فريق كرة قدم في الحصول على كأس بطولة الأندية.. فتقدم رئيس النادي المنافس بشكوى إلى اتحاد كرة البلد، مفادها أن النادي الفائز لم يكسب بجهوده وإنما بالسحر، حيث يستعين بسحرة يسهلون له الفوز.. السؤال: هل سيحقق اتحاد الكرة (المسلمون) في تلك الشكوى، أم سيسخر منها ويتجاهلها؟

ويمكن الإستمرار في سرد مئات الأمثلة على تلك الشاكلة..

 لماذا المؤمنون بالغيب لا يأخذون إيمانهم بالجدية الكافية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق