السبت، 20 يوليو 2019

الإرهاب نبت أصيل




الإرهاب ليس طفرة شاذة في مجتمعاتنا، وليس عرضا طارئا يمكن حصر أسبابه في متغيرات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية..

الإرهاب نبت أصيل وقديم ومتجذر، تم خلق بذوره في سفاح قذر حدث في غفلة من التاريخ، بين عقيدة شعب مختار مهووس دينيا، وشريعة قطاع طرق تقودهم أطماعهم وشهواتهم، ثم نبت وتفرع عبرألف وأربعمائة سنة وأنتج ثمارا دامية تلوث الأرض حيثما حل الإسلام.. ويحكى أن تلك الشجرة النتنة كادت تذوي منذ قرن مضى، حتى تم ريّها وتسميدها بالبترودولار الذي استخرجته شركات غربية كافرة من تحت رمال صحراوية مدنسة بالدين ومروية بالدم..

واليوم، الإرهاب ليس منحصرا عند داعش كما تتوهمون، وإنما هو منتشر في كل زاوية وخلف كل حجر من بلدانكم، يلوث أرضكم وسماءكم وعقول أهلكم ونخبتكم وحكامكم وشرطكم وجيوشكم، الإرهاب في جارك وقريبك وزميل عملك وسائق التاكسي الذي أوصلك والصحافي الذي تقرأ له يوميا، منتشر كوباء معدي أعراضه قد لا تظهر على الوجوه، وإنما قد تبرز في الوقت المناسب: في موقف عابر أو جدل سياسي، أو ثورة أو انتخابات برلمانية..

والإرهاب لا يقتل ويفجر فقط، وإنما هو يؤيد القتل ويدعمه ويتعاطف مع القتلة ويبرر لهم، وهو يقهر الأقليات ويضطهد النساء ويسيء معاملة الأطفال، ثم أنه يزور الحقائق ويزيف التاريخ ويغسل العقول..
   
وإلى كل صاحب كلمة في تلك الأوطان التعيسة: هذه المعركة حقيقية، بل هي الأهم في هذه المرحلة.. وسيلعن التاريخ كل من يغض الطرف أو يقف محايدا أو يدفن رأسه في الرمال.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق