الخميس، 18 يوليو 2019

الإله المصلوب



صورة طفل مجروح بإصبعه أو تنزل من عيونه دمعه واحدة، تؤثر بقلبي أكثر ألف مرة من صورة رب المجد المسيحي المتداولة وهو مصلوب ومضروب ومبصوق عليه وغارق في دمائه..


هل قلت ألف؟ لا عذرا، فالنسبة بين صفر وأي رقم لابد أن تكون قيمة لانهائية- فالحقيقة أن صلب المسيح وآلامه لا تعني لي أي شيء..

لكن الحق يقال: تلك اللامبالاة قائمة بفرض صحة ما وردنا عن سيرة الرجل أنه مجرد بشر، كاهن يهودي ادعى المسيانية وأصدر تعاليمه الدروشية الصعلوكية ولاقى مصيره.. شكرا روما، نجحت فيما فشل فيه فرعون، وكم كنا نتمنى أن تحذو قريش حذوك..


وأما لو اتضح - جدلا- أن هذا المصلوب هو الله ذاته، رب العهد القديم حبيب اليهود والمجرم السابق المسئول عن مجزرة الطوفان وإهلاك الشعوب وشن الحروب الدينية، فإن لامبالاتي الباردة ستتحول بتلك الحالة إلى فرحة شامتة، لأن البصق والضرب والطعن والصلب سيكون أقل ما يستحقه الرب يسوع، بعد كل ما رأته البشرية منه..

ولن يعكر صفو فرحتي سوى أن البشرية لم تنجح بعد بوضع أيديها على الأقنومين الآخرين، والذين كانا أكثر ذكاءا من ثالثهما بحيث ظلا مختفين عن الأنظار في مخبئهما السماوي العفن برائحة التراب والكراهية والدم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق