السبت، 20 يوليو 2019

ما الذي يميز المجدد؟


عزيزي صاحب التفسيرات الإسلامية المعاصرة، هادم التراث ومجدد الدين:

لكي ترفض تراثك وتعيد تفسر دينك بشكل جديد، زاعما بأنك قد أقدر على فهم الدين من جميع الصحابة والتابعين والمفسرين والفقهاء، فالواجب عليك أن تشرح لنا مصدر ذلك الفهم الذي وصل لك ولم يصل إليهم..

بمعنى أوضح: عليك أن تحدد لنا بالضبط ما هو الشيء الذي خصك الله به، من الناحية الدينية أو العقلية، ولم يخص به القدامى الأقرب إلى لغة النص وإلى بيئة النص: مثل ابن عباس ومجاهد وأبو هريرة وأبو حنيفة ومالك ابن أنس والشافعي وابن حنبل والليث ابن سعد والطبري والقرطبي وابن كثير والبخاري ومسلم وابن حجر والأوزاعي والأشعري والغزالي والرازي والسيوطي وابن تيمية وغيرهم..

ما هي الملكة العقلية أو الدينية الفريدة جدا التي توفرت لك ولم تتوفر لهؤلاء جميعا، عبر تلك العصور؟

هل هي التمكن اللغوي؟ الذكاء؟ فهم روح الإسلام؟؟

من يتهمك بالترقيع، يزعم أنك متأثر بمتغيرات العصر، والتي تجعل المسلم الخجول من دينه، يحاول تحريف نصوص ذلك الدين، لتلائم الحداثة القادمة من الغرب الكافر والعياذ بالله..

أما أنت، فتدعي أن تفسيراتك الجديدة ليس لها علاقة بتأثير العلمنة، وإنما هي نابعة من إعادة فهم النصوص نفسه..

ولكي تثبت ذلك، عليك أن تحدد لنا هي السمة التي غابت عن القدامى جميعا، فجعلتهم يفهمون النصوص بشكل خاطئ، ثم أن تلك السمة ظهرت فيك، فجعلتك وحدك تفهم النص بشكل صحيح؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق