السبت، 20 يوليو 2019

الخروج من الجنة


في سفر التكوين نجد أن آدم وحواء كانا يعيشان في الجنة، حيث الهناء ووفرة الموارد، ولكن بعد أن أكلا من الشجرة اكتشفا أنهما عريانان، وانتهى الأمر بطردهما من الجنة إلى حياة التعب والشقاء في الأرض..

ويرى البعض أن القصة - المحتشدة بالرموز- تعكس خبرات قديمة جدا عن انتقال الإنسان من حالته الأولى المتمثلة في حياة الصيد وجمع الثمار، إلى الإستقرار في المدن وممارسة الزراعة، حيث تخبرنا الدراسات أن سكان المدن الأولى كانت تغذيتهم أفقر وصحتهم أسوأ وقامتهم أقصر من سابقيهم أهل الترحال والجمع والصيد..

ولكن ما الذي جعل الإنسان ينتقل من الجنة إلى شقاء العيش؟

الجواب على الأرجح هو نفاد الموارد، فكثرة السكان أدت إلى استهلاك الثمار الطبيعية، ولأن الحاجة أم الإختراع، فقد لجأ أجدادنا إلى البديل وهو الزراعة..

وكثرة السكان هنا تساوي: الإنجاب، أي الجنس..

أيكون ذلك هو مغزى الأسطورة التوراتية؟ الشجرة المحرمة التي كشفت العري هي رمز لشهوة الجنس، والتي تنتج الولادات بكثرة، مما نتج عنه نفاد الموارد، أي لعنة الخروج من الجنة والإنتقال إلى الكفاح مع الأرض..

لو صح ذلك، فقد يكون هذا هو أحد أسباب تنظيم الحياة الجنسية للبشر، فقد اقترنت الحياة الأولى (في الجنة) بالعلاقات - وبالتالي الولادات- العشوائية المنفلتة، ولكن مع الإستقرار في المدن تم تحديد ملكيات الموارد، وصار الحذر واجب لتحديد النسل الذي سيستفيد من تلك الموارد، ومن هنا كان الزواج حلا تنظيميا مناسبا، ومن هنا تم تحريم العلاقات العشوائية التي أخرجتنا سابقا من جنة الصيد وجمع الثمار..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق