الجمعة، 19 يوليو 2019

بين عالمين



في عالم الأفكار فالبطل الأول هو الحقيقة، والتي لا يجب التهاون فيها، وفي سبيل تحريها فلا مفر من الغربلة والتنقيح بكل صرامة واستبعاد الخاطئ باستمرار..

أما في عالم البشر فالبطل الأول هو التعايش، والذي يقوم على قبول التعدد واحتواء الخلاف بكل مرونة في سبيل الوصول إلى مجتمع سليم سعيد..

وهنا الخلط بين العالمين يكون له تبعات ضارة بل خطيرة،

فمن يسعى لتطبيق قواعد الفكر على عالم البشر فإنه ينخرط في تقسيم البشر وغربلتهم واستبعاد المخالف، مما ينتج لنا التطرف والتعصب والدوغمائية والأدلجة..

أما من يسعى لتطبيق قواعد البشر على الفكر فإنه يرفع لافتة النسبية ويدعو إلى تقبل جميع الأفكار حتى المتناقض منها، مما ينتج لنا الميوعة والتشويش والخرافة..

أما الفصل الضروري بين العالمين، فهو يعني أن نتشدد مع الأفكار ونتسامح مع البشر، فقد ندين العقائد ولا يعني ذلك أننا نكره أتباعها، وقد ندعو إلى تقبل البشر دون أن يعني ذلك أن نعترف بصحة أفكارهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق