السبت، 20 يوليو 2019

ساعدني حتى أمارس طقوسي



ما أعجب أن ترى ترى طقوسا دينية، لا يستطيع صاحبها أن يقوم بها بمفرده في صمت، وإنما لكي ينفذها فهو محتاج إلى مساعدة من المجتمع كله، حتى غير المؤمنين بها، فهو لا يستطيع ممارسة دينه إلا بتضامن الجميع معه عمليا..

الإسلام - يقولون- دين عظيم جدا يعلم الإنسان التحكم في نفسه بإرادة حديدية، يسموه "تهذيب النفس" أعتقد؟ .. لكن الغريب إنك ترى المسلم - حسب كلامه عن نفسه- هو الكائن الوحيد الذي لو رأى شعرة من امرأة سيفقد عقله ويذهب للزنا.. ولو كان صائما وشاهد شخصا يشرب كوبا من الماء فسيفقد سيطرته على معدته ويجري للإفطار.. ولو سمع كلمة من مرتد فسيفقد إيمانه ويجري نحو الإلحاد فورا..! وبالطبع لا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك، حتى لو اعتقلناك وقتلناك..

صحيح أن المسلم يؤمن أنه سوف يحاسب على أعماله وحده، ولكنه يصر- بكل سماجة وإلحاح- على أن تشاركه في عباداته، حتى لو لم تكن تؤمن بدينه..وإلا فإنه لن يستطيع القيام بتلك العبادات..

من يطالب بـ"احترام طقوسه" بهذا الشكل، لا يدرك كم يجعله ذلك يبدو طفلا بائسا عديم الإرادة .. لكي يحقق عفته المتوهمة فيجب على الكل الإلتزام بتلك العفة.. ولكي يحافظ على صومه فيجب على الجميع الصيام.. ولكي يحافظ على دينه فيجب أن لا يسمح للرأي الآخر بالتعبير.. وأي خلل في التزامك أنت بدينه سيؤدي إلى خلل مماثل عنده هو، يجعله يقع في المعاصي فورا..

وربما هنا ينبغي توجيه الشكر للمسلم حين يصلي، فهي تبدو العبادة الوحيدة التي يقوم بها المسلم بمفرده، دون أن يطالب اليهود والنصارى والملاحدة بأن يركعوا ويسجدوا معه من باب التشجيع والدعم النفسي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق