الأربعاء، 1 مايو 2019

لا تخونوا جهل الأجداد





في كل مرة يدخل الديني بنقاش فلسفي أو علمي مع الإلحاد، فهو يرتكب خيانة غير مباشرة لتراث أجداده..

انظر لنفسك يا أخي وأنت تطرح الأدلة الكوزمولوجية والأنطولوجية على وجود الإله، وتتحدث عن الضبط الدقيق والتعقيد غير القابل للإختزال..إلخ، ولاحظ كم تخالف سنن دينك وترتكب هرطقة لو سمعها أنبياؤك لأصيبوا بالدهشة وربما الغضب تجاهك..

تذكر كيف كانت رموزك المقدسة تنشر دينها: لم يدخلوا بمناظرات فلسفية ولم يستشهدوا بأحدث المكتشفات العلمية، وإنما مارسوا أمرين: ألاعيب الحواة وغزو البلدان - الأولى في حالة الضعف والثانية في حالة القوة..

ولنأخذ أشهر اثنين: الأول كانت حجته المنطقية الوحيدة هي المشي على الماء أو تحويله إلى نبيذ، وتوقع أن عدم ممارسة أمه للجنس تكفي لجعلنا نصدق أن كل ما يقوله صحيح، بينما الثاني لم يقرأ كما أخبره الملاك وإنما قتل ونكح، ودخل بحياته مائة غزوة وسرية عسكرية، في مقابل مناظرة واحدة يتيمة تم قطعها بالمنتصف واستبدال بها المباهلة: اللعن المتبادل..

فبعد هذا تترك تراث الأنبياء المبارك- من السحر وقطع طرق القوافل- وتأتي تقيم الحجة على ربك الجالس على عرشه، عن طريق الثرثرة حول السببية والغائية والإنفجار الكبير والحمض النووي والتموجات الكمية وغيرها من وضعيات المناطقة الوثنيين ومن مكتشفات العلم المادي؟

أراهن أن رموزك المقدسة - من البدو الذين لم يكونوا يعرفون الكتابة أو يدركون كروية الأرض- حين يسمعوك فإنهم يتبرأون منك واحدا واحدا في قبورهم المقدسة العفنة برائحة الجهل والدم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق