الجمعة، 27 يناير 2017

ليس شأنك



 


"ما رأيك في الشذوذ الجنسي\ المثلية؟"

هو سؤال عجيب يشبه مثلا سؤال "ما رأيك في أكل البيتزا بالسكر؟" ؛ والجواب ببساطة أنه أمر يعود لكل فرد ،فطعام الإنسان-  بالإضافة إلى سلوكه الشخصي و الجنسي-  هو أمر يعود إلى الإنسان نفسه ولا يخص أحدا سواه.

أنا لم أجرب البيتزا بالسكر، وأتصور أنها أمر مقزز لا أود تجربته ، ولكن هذا لا يعطيني أدنى حق في فرض ذوقي على الآخرين ومنعهم من أكل البيتزا بالسكر.

بالمثل، من حقك أن تطرح رأيك في أي شيء، فقط مع ملاحظة أنه حين يكون ذلك الرأي يتعلق بالسلوك الشخصي لإنسان آخر، فرأيك يظل بلا أي قيمة- سلبا أو إيجابا-  ذلك لأن هذا الشخص هو الوحيد الذي يحق له تقرير سلوكه الشخصي، و ليس أنت أو أنا أو غيرنا.

إن كان لا يعجبك فلا تفعله. نقطة.

في مجتمع متقدم وعقلاني، فالخط الأحمر الوحيد هو حقوق الآخرين، لا يحق لأحد انتهاكها، أما انتهاك حدود الدين و الأخلاق و "الطبيعية" و ضرر الذات فهو ببساطة حرية شخصية، ولا يهم إلى أي حد بدا لك منفرا أو مقززا أو منافيا للقيم التي لقنوك إياها وأنت صغير فكبرت لتعتقد أنها قوانين كونية لا يأتيها الباطل!

بالتالي أي سلوك يتم بحرية بين أشخاص ناضجين هو أمر يعود لهم ولا يحق لأحد حشر أنفه فيه- لا أرى لذلك استثناءا.

وحين يقول بعض المدافعين عن حقوق المثليين أن المثلية نزعة جينية لم يخترها الشخص، أو يقولون أنها موجودة في الطبيعة عند بعض الحيوانات، فهذا قد يصلح فقط لتوضيح الأمور معرفيا، ولكن لا يجب ربطه بالحقوق أو بتبرير سلوك شخصي لا يحتاج إلى تبرير أصلا .. بصيغة أخرى من حق كل إنسان أن يختار أي سلوك غريب أو شاذ أو ضار أو منافي للطبيعة أو الدين أو حتى الأخلاق ، دون أن يحق لشخص آخر، يزعم أنه محامي موكل حصريا من قبل الله أو الطبيعة أو الأخلاق، أن يمنعه عن ذلك السلوك- ببساطة لا أحد محتاج إلى تبرير سلوكه الشخصي لك أو لغيرك أصلا.

"هذا ليس شأنك" – تلك ثلاثة كلمات يجد البعض صعوبة شديدة في استيعابها خاصة في عالمنا العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق