في الإنجيل ينتقد المسيح الذي يرى القشة في عين أخيه و لا يرى الخشبة في عينه..
و تقول الحكمة: من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة..
و في مصر يقول المثل الشعبي: لا تعايرني و لا أعايرك الهم طايلني و طايلك..
شاهدت اليوم حلقة قديمة معادة من برنامج سؤال جريء في قناة الحياة المسيحية (الأخ رشيد و الأخ وحيد).. و كانت الحلقة مخصصة بالكامل لمناقشة تناول القرآن للنجوم و الشهب و قوله بأنها مخصصة لرمي الجن و منعهم من التنصت على الملأ الأعلى في السماوات..
و صال الأخان و جالا في السخرية و اللمز في القرآن و تلك الخرافة التي أوردها و أكدتها الأحاديث و التفاسير, و ظلوا يؤكدون مرارا كيف أن هذا الكلام يناقض العلم الحديث الذي فسر الشهب و النيازك و النجوم على أنها أمور فلكية طبيعية لا علاقة لها بالجن و لا بمقاعد السماء..
و لا شك أن مع الأخين كل الحق في استنكار تلك الخرافة و غيرها مما ورد في القرآن, و لكن السؤال الذي ورد في ذهني: ما هو قول الأخ رشيد و الأخ وحيد -و كل الإخوة المسيحيين الذين ينتقدون الإسلام- في مسألة قوس قزح؟ هل يرونه أيضا كظاهرة علمية لها تفسير طبيعي كما يرون الشهب و تساقطها, أم يرونه كعلامة العهد بين الله و الناس, هدفه تذكير الله باستمرار حتى لا ينسى و يغرقنا بطوفان آخر (كما جاء في العهد القديم: تكوين 9)؟! و بالتالي هل يؤمنون أنه قبل طوفان نوح لم يكن يوجد قوس قزح بعد الأمطار؟! و هل هذا يتماشى مع العلم؟
و خطر في بالي أن المؤمنين بدين معين يكونون غالبا في غاية العقلانية و المنطقية عندما ينظرون للأديان الأخري و يناقشونها, بينما يتجمد هذا المنطق تماما عند مناقشة دينهم هم..
لماذا لا يرى المؤمنون الخشبة في أعينهم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق