الخميس، 25 ديسمبر 2014

في 25 ديسمبر: من الأحق بالتكريم؟



يحتفل العالم حاليا برأس السنة الجديدة- كل عام و الجميع بخير دائما..

و تتمحور احتفالات عيد الكريسماس عادة حول شخصيتين شبه أسطوريتين هما سانتا كلوز (بابا نويل),و يسوع الناصري الملقب بالمسيح- ابن الله عند المسيحيين, أو عبده و رسوله عند المسلمين, أو نصاب ابن زنا عند اليهود- أو الشخصية الخرافية التي لم توجد أبدا عند كثير من الباحثين- و المولود يوم 25 ديسمبر بالتقويم الجولياني, أو تقريبا 7 يناير بالتقويم الجريجوري..

و لكن هناك شخصية أخرى ولدت في ذات اليوم-25 ديسمبر من العام 1642, و إن لم نعتد أن نتذكره هذه الأيام, و هو السير إسحاق نيوتن..

إسحاق نيوتن لم يحكى عنه أنه سار على الماء أو أحيى الموتى أو تكلم في المهد, و لكنه في نظر الكثيرين أهم عالم عرفه التاريخ و أكثرهم تأثيرا: فيزيائي و رياضي و كيميائي و فلكي و فيلسوف.. ووصفه البعض بأنه أعظم عبقري عاش على ظهر الأرض..

أقتبس: (يعد كتابه كتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية والذي نشر عام 1687 من أكثر الكتب تأثيرًا في تاريخ العلم واضعًا أساس لمعظم نظريات الميكانيكا الكلاسيكية..

في هذا الكتاب، وصف نيوتن الجاذبية العامة وقوانين الحركة الثلاثة والتي سيطرت على النظرة العلمية إلى العالم المادي للقرون الثلاثة القادمة, ووضح نيوتن أن حركة الأجسام على كوكب الأرض والتي لها أجرام سماوية تحكمها مجموعة القوانين الطبيعية نفسها عن طريق إثبات الاتساق بين قوانين كبلر الخاصة بالحركة الكوكبية ونظريته الخاصة بالجاذبية؛ ومن ثم إزالة الشكوك المتبقية التي ثارت حول نظرية مركزية الشمس - مما أدى إلى تقديم الثورة العلمية.

وفيما يتعلق بالميكانيكا، أعلن مبادئ بقاء الطاقة الخاصة بكل من كمية الحركة وكمية الحركة الزاوية.

وفي علم البصريات، اخترع أول تلسكوب عاكس عملي- ويعرف اليوم باسم تلسكوب نيوتن..

وكذلك أيضًا طور نظرية الألوان معتمدًا على ملاحظة أن المنشور يحلل الضوء الأبيض إلى العديد من الألوان التي تشكل الطيف المرئي..لاحظ نيوتن أنه بغض النظر عن انعكاس أو تفرق أو انتقال الضوء الملون، فإن لونه يظل ثابتاً دون تغير. ومن ثم فقد لاحظ أن اللون هو نتيجة تفاعل الأجسام مع الضوء الملون الساقط عليها وليس من الأجسام التي تولد اللون بنفسها. وقد عرف هذا بنظرية نيوتن للألوان.

صاغ قانون نيوتن للتبريد ودرس سرعة الصوت.

وبالنسبة لعلم الرياضيات، يشارك نيوتن جوتفريد لايبنتز في تطوير حساب التكامل والتفاضل..وكذلك أيضًا أثبت النظرية ذات الحدين المعممة وطور ما يسمى بـ "طريقة نيوتن" الخاصة بتقريب الأصفار الموجودة بالدالة وساهم في دراسة متسلسلة القوى..

وقد وضع معادلات نيوتن المتطابقة وطريقة نيوتن والمحنيات المستوية المكعبة المصنفة (متعددة الحدود للدرجة الثالثة في متغيرين) وقدم إسهامات جوهرية في نظرية الفروق المنتهية وكان أول من استخدم الأسس الكسرية وأول من استعمل الهندسة الإحداثية لاستنتاج حلول المعادلات الديفونتية. وقد قرب المجاميع الجزئية من المتسلسلة التوافقية عن طريق اللوغاريتمات (سبقت صيغ الجمع الخاصة بأويلر) وكان أول من استخدم متسلسلة القوى بثقة وكان أول من أعادها إلى أصلها مرة أخرى.

و قيل أن أعماله ساهمت في تطوير جميع فروع الرياضيات..

تظل مكانة نيوتن الرفيعة بين العلماء في أعلى مرتبة- الأمر الذي أثبته استطلاع رأي أجري عام 2005 فيما يتعلق بعلماء المجتمع الملكي البريطاني, وكان السؤال الذي طرحه هذا الاستطلاع هو من كان له أعظم تأثير على تاريخ العلم نيوتن أم ألبرت آينشتاين, وكانت نتيجة الاستطلاع هي أن نيوتن هو يعتبر الأكثر تأثيرًا)

كما ذكرنا فنيوتن لم يحيي الموتى و لم يقم بأي معجزات و لم يدع علما بالغيب, و قد كتب في مذكراته قائلا:

"لا أعرف كيف أبدو في أعين العالم، ولكن بالنسبة لنفسي فأني أبدو فقط مثل طفل يلعب على شاطئ البحر مسليًا نفسه من حين لآخر بالبحث عن حصاة أنعم أو صدفة أجمل من المعتاد بينما انظر أمامي فأجد أن محيط الحقيقة العظيم لم يكتشف حتى الآن"

يمكن رؤية تمثال نيوتن معروضًا في متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أكسفورد, ويمكن ترجمة النقش اللاتيني الموجود على القاعدة كالتالي:

"هنا يرقد إسحق نيوتن الفارس الذي استطاع بقوة عقله التي تستقي من عبير إلهي ومبادئه الرياضية غير المعهودة أن يكتشف مسار وأشكال الكواكب وطرق المذنبات ومد وجزر البحر واختلاف أشعة الضوء وما لم يتصوره من قبل أي عالم آخر ومن ثم توصل إلى خصائص الألوان.

وباجتهاده وذكائه وإخلاصه في التفسيرات التي قدمها، والخاصة بالطبيعة والعصر القديم والكتب المقدسة، أثبت مستخدمًا فلسفته عظمة الرب الجبار الرحمن وعبر عن بساطة الإنجيل بطريقته الخاصة به. ويفرح الناس أنه عاش بينهم "نيوتن" حيث إنه كان يمثل قيمة رائعة الجمال تنتمي للجنس البشري. ولد في 25 ديسمبر عام 1642 وتوفى في 20 مارس عام 1726/7."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق